(لا نعرف من هو مؤلف هذه الحكاية لكنها ممتعة و تخبرنا عن نشأة العواطف )
تقول الحكاية انه في مكان ما على الأرض اجتمعت الفضائل و الرذائل و البشر…. اول ما بدا بالظهور هو الضجر الذي نقل عدواه إلى الجميع، ما لبث أن ظهر الجنون كي يكسر الملل و اقترح على الجميع لعبة الغميضة. الدهشة ابدت سريعا اعجابها بالفكرة، الفضول سرعان ما سأل عن كل التفاصيل، الحكمة فقد أكدت أنها لعبة قديمة ، يغطي أحدهم وجهه و يبدأ بالعد بينما يذهب الباقون إلى الاختباء حتى ينتهي من العد و من ثم يبدأ بالبحث عنهم .
سرعان ما ابدت الحماسة و النشوة رغبتهما في اللعب و بدأتا بالقفز فرحتين …الشك أخيرا أبدى قبولا للمشاركة في اللعب …حتى اللامبالاة البعيدة عن الكل و عن كل شيء عبرت عن نيتها بالمشاركة . الجنون عرض أن يكون أول من يبدأ بالعد…واحد…اثنان….ثلاثة… الحقيقة رفضت المشاركة لأنها لم تجد معنى في هذه اللعبة، و انهم اولا و اخيرا سوف يجدونها… الفخر لم يقبل بالمشاركة و بحسب رأيه انها لعبة حمقاء ،بالرغم من أنه كان منزعجا أن الجنون من اقترح اللعبة و ليس هو . هكذا بدأت اللعبة التي كانت مصدر بداية كل العواطف و المشاعر …
الكسل بدأ بالركض كي يختبىء لكن سرعان ما تعب و اختبأ وراء أقرب حجر، أما الإنتصار و هو المجتهد كعادته فاختار أعلى شجرة و صعد كي يختبىء في الأعلى ،وراءه كان الحسد الذي استفاد من ظلال الإنتصار كي يختبىء فيها
في هذه الأثناء خرج الإيمان مسرعا ثم بدأ بالطيران و وسط دهشة الجميع يصعد الإيمان نحو السماء و يختبىء بين الغيوم ، لا أحد يصدق ذلك، وحده الإيمان قادر على فعل ذلك. الكرم بدوره كان منهمكا بالبحث عن مخابىء لأولئك الذين لم ينجحوا و ظل على هذه الحال يساعدهم لذلك لم ينجح في الاختباء
الأنانية بدورها وجدت مخبأ في كهف، لكنها لم تخبر أحدا بذلك مخافة أن يشاركها فيه، كذلك وضعت على باب الكهف الكثير من الأشواك… الجنون كان متحمسا جدا و قد وصل في العد إلى النهاية كشف عن وجهه و بدا بالبحث عن اصدقائه أولا وجد الكسل على بعد بعض خطوات منه ، ثم وجد الشغف و الرغبة في قعر البركان ، ثم وجد الكذب الذي حاول تضليله ، و تظاهر بانه تحت الماء، لكنه في الحقيقة كان مختبئا في قوس قزح.
كان الجنون أيضًا على درب النسيان ، لكنه نسي إلى أين يقوده هذا المسار ، لذلك أجله لوقت لاحق.
الوحيد الذي لم ينجح في الاختباء هو الحب ، ما إن اوشك الجنون على أن يصبح قريبا منه ، فقط اسعفه الوقت الباقي ان يختبىء خلف الشجيرات الجنون الذي لم يكن ساذجا قال : الحب جبان جدا ، و طبعا سوف يختبىء في شجيرات الورد ، و لأن لا بد للورد من الاشواك، تناول غصنا و بدا يضرب الشجيرات ، سمع صيحة ألم …الجنون جرح عيون الحب حزين جدا على ما فعل ،لم يعرف الجنون ماذا يفعل , ما كان منه إلا انه جثا على ركبتيه و طلب السماح من الحب ، و قدم نفسه أن يكون مرشده دائما…تعويضا عن فقدان بصره …و منذ ذلك الحين قيل أن الحب أعمى و أن الجنون يرافقه دائما….