نصوص أدبية / بقلم الشاعر تيسير حيدر -لبنان
فَنُّ الدَّمْع …
يَومَ رَحَلَ الغَجَرُ ذاتَ مساءٍ بعيدٍ من الغابةِ المُحاذِيةِ لِبيتِنا ،نِمْتُ يَتِيماً .كانَت وُجوهُ أطفالِهم المَوسومَةُ بِسوادِ الغُبارِ والسِّخام تَدْمَع ،وكُنْتُ أتأمَّلُ القَهْرَ اللَّامِعَ في عُيونِهِم.مُنذُ تلكَ اللَّحظة تَعَلَّمْتُ فَنَّ الدَّمْع !
🎼🎵🎼🎵
رحلةُ حُب…
تستيقظُ على ذبذبات قلوب الدواري السعيدة
النسيمُ ناعم كالحُب
لحظاتُ سِحر
وردٌ أغمارا أغمارا وقلبُك في متعة الشوق
ان تهتدي الى مناجمِ العشق في قلبك بعد عقود من الوجع
تستريحُ فوق قمة هذا البركان الجميل بلا خوف
تتحسسُ كلّ ما حولك ،الحصى النديّ بالقُبل والغمر ،الشمسَ التي ترمي شالاتِها فوق الجبال والهضاب كنبيٍ شرائع
انتَ الآن ساكنٌ كحبة قمح لحظة بذرِها ،لحظة تعلُّقِها بفستان أمٍها الأرض
ما أجملَ أن تُحب!
🎼🎵🎼🎵
تدمعُ شوقاََ…
حين يُقفرُ المنزل إلا من الجدران
المنزل الذي يعشق الشمس
تستهويهِ مُراقبةُ الجبال المعانقة
الاخضرُ والازرقُ سيِّدا اللوحة الفنية التي ابدعتها الطبيعة
حين يهبطُ القمر ليشاركَ في مداعبة الأطفال من النوافذ المشرفة على الحب
الحبُّ الذي انتزعتهُ الحرب
فرَّقت الارواحَ الجذلى
ابعدتِ الأمهات والآباءِ عن اثمارهم اليانعة
جَفَّ اللوز
انهمرَ الضباب
واستعرَ النَّدى
الشمسُ تبحثُ عن الاحبةِ
تدخلُ من النوافذ
عبثاََ عبثاََ تبحث
بسماتُ الاحبةِ طارتْ بعيدا
المنزل في خواء مستعر
القلبُ يُظلِمُ
الجدرانُ تراقبُ بعضها بعضاََ بأسى
في انتظارِ عودة القلوبِ التي تدمعُ شوقاََ..!