ثمَّاتٌ../ بقلم الشاعر جميل داري
ثمَّاتٌ
ثمَّةَ مَن يهواكَ لأجلِ هواهُ
ثمَّةَ مَن يعطيكَ كلامًا صوفيًّا، ما أحلاهُ
ثمَّةَ مَن يكتبُ شعرًا لا يفهمُ معناهُ
ثمَّةَ مَن يسقيكَ، وأسوأ ما فيهِ سقياهُ
ثمَّةَ مَن يعطيكَ صوتًا منخورًا وصداهُ
ثمّةَ مَن يجرحُ قلبكَ بالكلماتِ الجوفاءِ
يجمِّل بالكذبِ الصادقِ فاهُ
ثمَّةَ مَن يركضُ فيكَ، وتغرقُ في الأنجمِ رجلاهُ
ثمَّةَ مَن يحيا دون حياةٍ… فارغةٌ دنياهُ
إلّا من زبدٍ أو رملٍ أو صدأٍ
ومريدوهُ بغاثٌ وشياهُ
ثمَّةَ من يأخذُ منكَ سماءً
يعطيكَ غبارًا ودخانًا وقذاهُ
ويمنُّ عليكَ وعلى الدنيا بعطاياهُ
ثمَّةَ جمهورٌ للشعرِ
وقد ضاقتْ بالتصفيقِ يداهُ
ثمَّةَ مَن يتشدَّقُ بالشعرِ فيجعلُ يمناهُ يسراهُ
وأسفلَه أعلاهُ
مسكينٌ هذا الشعرُ، من اللاشعر لقد تعبَتْ كتفاهُ
ثمَّةَ ثوارٌ… ثيرانُ مدينتِنا أوْلى منهم
بقيادةِ ما نتمنّاهُ
ثمَّةَ أحزابٌ أكلَ الدهرُ عليها
تغتالُ مبادئَنا بشعاراتٍ
ومومياواتٍ ليسَ لها أشباهُ
ثمَّة فقرٌ روحي
جسدُ الأشياءِ أهمُّ قضاياهُ
ثمَّةَ أحلامٌ قد عفنَتْ، وروائحُها فاحَتْ
ما زلنا نؤمنُ أنَّ الغدَ صافٍ وزلالٌ مرآهُ
ويسيرُ بنا بطلٌ كانَ حراميًّا
يسرقُ، ويقولُ معي اللهُ
ثمَّةَ فيسبوكيٌّ يكتبُ ما ليسَ بموهبةٍ
ولهُ دونكيشوتُ يشجِّعهُ ،يرعاهُ
ثمّةَ نسوانٌ مهووساتٌ يعلكنَ الحرفَ
ويقدْنهُ إلى مثواهُ
وهنالكَ ثمَّاتٌ لا تُحصى
معَ هذا
ثمَّة مَن يدعوكَ إلى أملٍ
منخورٌ أولُهُ، لا تسألْ عن أخراهُ
ثمّةَ.. ثمّةَ.. ثمّةَ
أحتاجُ فقطْ… أحتاجُ إلى إنسانٍ ضوئيٍّ
يحفرُ في قلبي مجراهُ
فيراني وأراهُ
لكنْ هذا زمنٌ أعمى
من زبدٍ فمُهُ
من حجرٍ عيناهُ