أدب وفن

حقيقة رقم 《34》/نبرات صوت أزلي/بقلم الشاعرة حنان بدران

حقيقة رقم 《34》
نبرات صوت أزلي


وأنا أرثي أزمنة كان فيها نسغُ العالم
ومياه البحر والدم الوردي والأشجار الخضر
كانت الأرض تنبض بحب
والأشجار تهدهد الطيور
حتى بات الإنسان حزينا وقبيحا
يرتدي ثيابا لأنه لم يعد عفيفا
كيف بوسعنا أن ننظر ببراءة لزمن غير بريء…؟!
وعيوننا عز دفعها أمام هذا الغرام الكوني
المغمور بالرعاية الأمريكية وتوأمها الروحي
وما زالت الانفجارات الصاخبة…
تذكرنا بذاك الحب وعيوننا تدمع
لغرامهم الفردي، الذي تحول إلى غرام كوني
تحت رعايتهم الرسمية
يا سيدي
لا تنظر لمواطنة مشاكسة غجرية الطباع
بل لأنها تقطن في أحضان أمتها العربية الدامية
حرق كل لمسة كبرياء
لدى الشعوب النامية لتقبلها
قبلة اغواء تقطر دما…!!!
يا سيدي
نحن الجماهير الكادحة كل رفض للقمع
بعد تأييد اميريكا لربيبتها حساسية خاصة
وأمام العذوبة الأمريكية العاشقة
المكللة بالرومانسية الرسمية!!
هل تتوهم يوتيوبيا من الحب
وسط مناخ العداء للإنسان…!!!
يا سيدي
هل ما زلت ترى الحب بعين ساذجة
شحنة الدمع دونما النظر للوجه الآخر للصورة؟!
أما زلت تريد أن تقنعنا أنها كعبة العشق
بمن يهيمو على وجوههم في اللامكان واللازمان
خارج تاريخنا المعاصر الشرس؟!
الا تنتبه يا سيدي
أن اللفتات الرومانسية الملفقة
تكفي لتغطية كل المذابح الشرسة
يا سيدي لم تقل لي:
من هو شريكي في هذا المهرجان الغرامي الكوني…؟!
وكأن وزارتكم تقتل وبلدياتكم
تلعب دور النادبة وحفار القبور وجبار الخواطر المكسورة…!!!
يا سيدي
ألا ترى كيف وزارتكم تحمل اف ١٦
وبلدياتكم تحمل المعقم والشاش ولاصق متين
يا سيدي من قال لكم:
ان جراح الشعوب تداوى برشة معقم؟!
ألاترى أن الأقنعة سقطت والوجوه انكشفت!؟
سياسة احتضان العشاق لم تعد قادرة
على ستر الوجه القبيح لسياساتكم
ومصير حديقة عشاقكم كمصير تمثال حريتكم
بات رمزا للكراهية المبطنة
ورمزا للقمع والتسلط…!!!
تخيل يا سيدي
لو زرعت لنا شجرة لكل عاشق
سقط برصاصكم أو قنابلكم
لتحولت الأرض لغابة آمازون ممتدة
وانقرض العشاق بعدها
وبعيدا عن سوء الظن
يا سيدي
مازال العرب فينا ملوك العشق
وامراء الغرام وعلى سبيل الحب
سنهديكم من أرضنا شجرة مضيئة مباركة
لتتذكروا أن النسور الجارحة
مازالت خارج المعادلة
هناك في الأكناف عشاق للموت
وهم كالصقور الجارحة
نسرق لك من أرضنا المسروقة
شجرة برتقال سامقة
يهديها فدائي الفكر قتلا بالمخيمات
أم ترى الافضل يا سيدي
أن نهديكم نخلة عراقية
او قطعة بقايا من مفاعل النووي العراقي
الذي تعرفون من دمره وبمباركة من؟!
او أهديك شاهدة قبر
من مقبرة الشهداء في دمشق
الأفضل يا سيدي
أن أهديك بقايا شظية
من قذيفة نادرة
سقطت عن غير سهو
على أطفال القطاع
كتب بطريقة متعمدة: “صنع في قارة الحب أمريكا”
(وكما العشاق الملتحفين بالأيجو نهديهم بابا هدمته جرافة العدو وسنقول: “إنه سقط سهوا”…!!!
ح.ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى