لا يُلامُ الذئب في عدوانه
حرب الإبادة الصهيونية في غزة
تعدّت منتصف شهرها الثامن
وآلة القتل اليومي تستمر بلا هوادة
مدمرة البشر والحجر والشجر
والعالم كله يتفرّج
تصدر محكمة العدل الدولية قراراً
بأن توقف إسرائيل هجومها على رفح
لكن إسرائيل
الوحش العالمي المدلل
لا يوقفه أمر
ولا يمنعه قرار
فهو لا يعترف لا بمنظمات دولية
ولا بعدالة أممية
فيما عطشه القاتل للدماء
يجعله يكثّف حملة الإبادة الجماعية
بحق أطفال غزة ونسائها
العالم كله يتفرج على ما يجري من مجازر
وكأن ما يجري
لا يجري على بشر
أو كأن العالم يتفرج على أحداث تدور في كوكب آخر
والعالم العربي يترنح
موتاً وذلاً
إلا القليل القليل
تُرى
متى تستفيق هذه الأمة
أو بالأحرى
هل ستستفيق هذه الأمة
وما الذي يمكن أن يخرجها
من نومها الثقيل
إذا كانت صرخة وجع
تخرج من روح طفل غزاوي
لا تحرك فيهم قيد أنملة
فلا تنتظروا معتصماً يخرج من جديد
شاهراً سيفه
لقد التأمت القمة العربية قبل عشرة أيام
فما الذي خرجت به
لا شيء
لا شيء بالتمام والكمال
عجباً
ألا نخجل من أنفسنا
ألا نستحي من عوراتنا المكشوفة على شاشات العالم
كنا نتساءل ونقول
لماذا لا يتحرك زعماء العالم الحر لوقف المذبحة
ولكن علينا أن نتوجه إلى أنفسنا قبل ذلك
هل شهدتم أي تحرك قامت به هذه الأمة
أو زعماؤها
لوقف المذبحة
تخيلوا معي هذا المشهد
تحرك الطلاب في جامعات أميركا وأوروبا والعالم
نصرة لغزة
ومطالبة بوقف حرب الإبادة
ترى
هل رأى أحد منكم تحركاً يتيماً
قام به طلاب
في جامعة عربية
في بلد عربي
كيف نلوم غيرنا
ونحن الخانعون
المنكسرون
المنبطحون
النائمون
الميتون
حتى آخر النفس
رحم الله الشاعر إذ قال
لا يلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدو الغنم
د. علي عجمي
