أدب وفن

الحيادي…بقلم الشاعر عصمت حسّان

الحيادي

الذئبُ ينهشُ في قطيــعِ الوادي
والوحشُ
ينبشُ تربة الأمجاد… …

يا أيها الدرويش
قد صار اللصوصُ بعقر بيتكَ
لامسوا بالعهر زوجتك المصونةَ
ثوبَ عرسكَ
لعبة الأولادِ

يا أيها المدهوش
قد دخلوا سريركَ مرتين
وربما عشراً
وعاثوا دونما خوفٍ بعِمّتكَ الرزينةِ
أنزلوا عن حائط الذكرى
رسومَ الأهل والأجدادِ

يا أيها المنفوش
صرختُك العزيزة قصقصوا أوتارها
كلب الحراسةِ
أثملوهُ فلم يعد يعوي
وديكُ الفجر مذبوحاً ينادي

امتصوا صدى الينبوع من قيثارة المعنى
استعاروا منكَ بزّتكَ الأنيقة
شجْرة الميلادِ

يا أيها المغشوش
قمْ واصرخْ ولو قتلوكَ
من أجل الكرامة والبلادِ

قمْ واكسرِ المرآةَ
يرضيك الجبانُ خلالها يلهو
بتقبيل الأيادي ؟…..

يا أنتَ ! سكينُ الطغاةِ على رقاب الكلّ جاثمةٌ
وقد قتلوا المنادي
شهقةَ العصفور
أحجيةَ الرمادِ

وتقول لي : إني حيادي
أنا طيبٌ
والناس تعشقُ طلّتي وودادي

وتقول لي : إني حيادي
والكلُّ يقصدُ كرمتي الأحلى
ولا يرضى ابتعادي

تدري
أظنك من مقام الوحل والأوهام
مسلوبُ الإرادة
لم تزلْ
عبدَ التقوقع والتعصبِ دون رأيٍ صالحٍ
يغشى بصيرَتك العماءُ وكل أغشية السوادِ

أدري فصوتي
لم يصلْ لظلام عقلك في سراديب والوهادِ
أدري وربِّـكَ
“لاحياة لمن تنادي “

الشاعر عصمت حسّان / رئيس منتدى شواطىء الأدب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى