أدب وفن

ممرات في الهواء / بقلم الشاعرة د. دورين نصر

ممرّات في الهواء

ذاك المقعد في الهواء
ليس لي،
هو لغيري الذي سبقني إليه،

أنا على يقين أنّي غادرته
فيما كنت أصغي إلى انهمار الّلحظات فوق طاولتي،

تلك الأحلام المعقودة بشريطة حمراء
كانت تُحدث ضجيجًا في الجهة الثانية من الحياة،
ها إنّي أتوارى وراء ذاتي لألقاها
في البعيد،
حين يعانق الشّفق السّماء،
وتجاعيد المساء
تموج تحت وسادتي
لترسم أحلام الزمن الذي تبعثر بين عقارب الثواني…

كلّ الكلمات التي تراكمت في ذاكرتي ترهّلت
فيما الهواء يضيق في فوهّة الحياة…
الغيوم البيضاء تزاحم مخيّلتي
وأنا مستلقية في حضن القمر
أراقب ارتجافة الضوء من نافذة صغيرة،

الممرّات كلّها لا تتّسع لأفكاري،
وأنا أفكّ قيودًا ،
أغامر بحروفي
وأقامر فوق طاولة القصيدة،

جوقة عصافير
تزقزق على طرف سطوري،
والشفق في ارتباك….

فأنا لم ألقِ ظلّي على النّهار إلّا لأبعثر عتمة اللّيل،
وأحفر ذكرياتي في ممرّات الهواء…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى