الطمأنينة الهاربة/ بقلم الشاعر نصر الظاهر

الطمأنينة الهاربة
إليكِ ترحلُ كلُّ ثواني العمر،
إلى موانئكِ العطشى تسافرُ الأشرعةُ المنهكة، وأسمعُ برغم المسافاتِ نبضَ قلبكِ الذي تلهثُ دقَّاتُه خلْف حلمٍ جميلٍ يضرب خيامَه فوق سطحِ الرياح.
أُ حِسُّ بكِ، وأسمعُ مواويلَ الفرحِ وتنهداتِ الحزن ودبيبَ الخوف التي تتقاسم جميعُها أيامَ ربيعِكِ، وتتقاسم ألوان زهورك ونجوم ليلك ودروب انتظاراتك..
بكل دمي وحبي لك.. أحس هذا وأسألُ :
كيف لي أن أُعيدَ إليكِ السلام…
كيف لي أن أُعيدَ تفجُّرَ الينابيعِ كي تسكُنَ أوردةَ الأرض من جديد، وقد أرادت لها الأقدارُ أن تكون نهرًا من العطاء يسير إلى مُستَقَر له في أبدية الأزمنة…
كيف لي أن ألملم غماماتِ القلق التي تتسربُ إلى نقاء عينيكِ، وأُشِيع بدلًا منها أسرابًا من عصافيرَ وفراشاتٍ تخبئُ الربيع والفرح… تخبئ الشمس التي تحلم بنوم هادئٍ في حضن الشفق…
كيف لي أن أحَوِّل استغاثاتِ روحك التي تلبس عباءة الصباح مندفعة بطهرها نحو نقاء السماء،كي تعود من دروب الاستعصاء إلى الجهة التي تشغلها أحلام الحقيقة…
كيف لي أن أردَّ عنك هذا الطوفان، وأنا محاصَر به… أو أن أعيد تنامي العشب الأخضر فوق كفَّيك، وهو يقيم غاباتِه في برِّية الروح…
كيف لي… كيف لي ؟…