أدب وفن

المتنبي واليوم العالمي للغة العربية كلمة الدكتور جورج جبور في ندوة اتحاد الكتاب العرب بدمشق

المتنبي واليوم العالمي للغة العربية
كلمة الدكتور جورج جبور في ندوة اتحاد الكتاب العرب بدمشق ،
 كلمة موحدة في عنوانها مع عنوان الندوة.
ظهر  الاحد 27 ايلول 2020 ، مبنى اتحاد الكتاب العرب، المزة ، دمشق

تمثال المتنبي


 
 
أشكر السيد رئيس اتحاد الكتاب  العرب ومعه المكتب التنفيذي  ، للموافقة على عقد هذه الندوة الثالثة عن المتنبي بمناسبة ذكرى وفاته في 27 ايلول 965 .
كانت الندوة الاولى في 27 ايلول 2018 في المركز الثقافي العربي بدمشق ، وكان عنوانها: لماذا لا يتربع المتنبي على عرش يوم اللغة العربية العالمي؟ شارك في الندوة  بكلمات تليت بالنيابة  رئيس اتحاد كتاب لبنان الاستاذ الدكتور وجيه فانوس ،  ورئيس جمعية العاديات السورية الاستاذ محمد قجة وهو الحائز على جائزة الدولة التقديرية ، والاستاذة الدكتورة ناديا حسكور  رئيس قسم اللغة العربية في  كلية آداب جامعة حلب ، وزميل الدراسة والبعثة في أمريكا الاستاذ الدكتور محمد أنس الزرقا ، كما شارك في الندوة من المنصة عضوا اللجنة العليا للتمكين للغة العربية :  الدكتور سهيل الملاذي ، العضو المؤسس في الرابطة السورية للامم المتحدة ، والشاعر الموهوب الدكتور جهاد بكفلوني.
     
أما الندوة الثانية فكانت في حلب ، عقدتها جمعية العاديات العريقة ،  يوم 24 ايلول 2019 . وحلب دار المتنبي ، وقد استطاع الاستاذ قجة تحديد مكان منزله فيها بعمل موثق مسجلة له ملكيته الفكرية . كانت لي في الندوة كلمة مكتوبة تليت بالنيابة من قبل الصديق الدكتور صلاح كرازة  استاذ اللغة العربية في جامعة حلب،  وبها فصلت القول في مراحل تطور فكرة يوم اللغة العربية منذ اطلقت الفكرة في حلب  يوم 15 آذار 2006 ، وهي فكرة لا أعلم ان احدا اطلقها قبل ذلك التاريخ.
هذه اذن ندوتنا الثالثة ، وبارك الله في اتحاد الكتاب العرب في دمشق،  واللغة قوام الكتابة ، والمتنبي هو القائل:
انا الذي نظر الاعمى الى ادبي        واسمعت كلماتي من به صمم!
الهدف الذي ترمي اليه ندوتنا اليوم هو ان يأخذ اتحاد الكتاب دورا في مهمة ثقافية عربية جليلة الشأن ، لها بعدها السياسي بل  والقومي بل والانساني. مهمة  صعبة المنال ، لكن انجازها بابداع كتابنا،  وهم من هم في ساحة الثقافة العربية ، ولهم مكانهم في مساحة الثقافة العالمية   ،  يخرجها ابداع كتابنا ، بجهدكم هنا، بجهدكم في كل افق ، يخرجها – رغم صعوبتها —  من مجال المحال.  
يلخص هذه المهمة  السؤال التالي هل يرضينا ان يكون موعد اليوم المقرر عالميا ليوم اللغة العربية العالمي هو 18 كانون  الاول ديسمبر من كل عام ، وهو اليوم الذي تنبهت فيه  الامم المتحدة الى الحق الذي غاب عنها عام 1945،  فاضافت العربية لغة رسمية الى اللغات الرسمية الاخرى التي نص عليها الميثاق،  هل يرضينا ان يستمر  ذلك الموعد ، على ما هو عليه بدلالته الباهتة على الجهد الذاتي  العربي ، ام ان على موعد اليوم العالمي للغة القران الكريم  ان يجسد تميزا عربيا منسجما في دلالته الثقافية او السياسية مع الدلالات الثقافية او السياسية للايام العالمية للغات الاخ
بكلمات موجزة: هل الموعد الذي يرضينا هو يوم المتنبي او غيره من  رموز الثقافة العربية،  أم هو الموعد الديواني الذي به انتهت معاملة اعتبار العربية لغة رسمية ، والذي لا رصيد ثقافيا له في العاطفة الجمعية العربية؟  
ولننظر الى الدلالات الثقافية والسياسية لايام اللغات الرسمية العالمية الاخرى.
يوم انشئت منظمة الفرانكوفونية هو اليوم العالمي للفرنسية. شكسبير يوم الانجليزية. بوشكين يوم الروسية.     يوم الصينية هو اسم ذلك  المبدع الموغل في التاريخ ، اذ يقال انه قام بما قام به من كتابة الصينية  قبل خمسة الاف من السنين. أما  الاسبانية فان  يومها العالمي هو اليوم الذي غير  خارطة العالم. انه يوم اكتشاف  العالم الجديد ، او  بالاحرى ، يوم بداية نهب مناطق جديدة من كرتنا الارضية.  
الحكومات العربية راضية بما قررته اليونسكو .  تلك حقيقة . للحكومات ضروراتها ، وللكتاب  خياراتهم. هل يرضي ذلك اتحاد الكتاب العرب في دمشق؟ هل يستطيع الاتحاد المناداة بتغيير الموعد المقرر دوليا؟ هل يعتبر الامر تافها لا يحسن التوقف عنده ؟ او يعتبره  كبيرا جدا،  لا يستطيع النهوض به، بل هو فوق مستوى طموحاته ؟  
أو سوف يعتبراتحادنا الامر  — كما آمل – جزءا من النضال الذي ارتضته سورية لنفسها بان تكون داعية للوحدة العربية ، ناهضة بها،  معنية بثقافتها ، واللغة اول حرف في ابجدية الثقافة؟
ثم من  منطلق اعتبار الامر هاما يجسد جزءا من نضالنا ، يتوجه  الاتحاد اولا    — كما آمل — الى مخاطبة الهيئات المعنية باللغة في سورية ، كما ينطلق لمخاطبة الاتحاد العام للادباء  والكتاب العرب .  وقد بلغني انه تمت قبل سنتين مخاطبة الاتحاد العام بهذا الشأن. خاطبه رئيس اتحاد كتاب لبنان الذي تحمس واتحاده لفكرة اطلقها كاتب سوري.  
في كلمة مختصرة،  قرئت في بيروت يوم 19 آذار مارس 2014، ضمن ندوة عن اللغة عقدها المنتدى القومي العربي بالتعاون مع دار الندوة طالبت ، صريحا الى حد التهور ،  بالقاء الضوء على سياسيات اللغات في اليونسكو . لماذا مثلا كان يوم اللغة الام  في 21 شباط من كل عام ، يوم سقوط قتلى من البنغاليين برصاص جنود من متكلمي الاوردو ، ولم يكن يوما من ايام سقوط قتلى المان برصاص جنود من متكلمي الفرنسية؟
تجدون النص الكامل للكلمة المشار اليها  اعلاه منشورا في دمشق مرتين . الاولى في كتاب وزع مجانا عنوانه يوم اللغة العربية. صدر عن  دار البعث  وهيئة الكتاب في سلسلة الكتاب الشهري السادس والستون: 2014. والثانية في دورية اتحادنا الاسبوع الادبي في 18 ت الاول 2015.
تتوافق سياسة اليونسكو في مسالة اللغات مع سياسة فرنسا دولة المقر ، هكذ يبدو لي وأود ان اصحح   — بفتح الحاء — . فاليونسكو عزيزة على المثقفين .  وعزيزة علي جدا فقد نبه تلامذته الى قيمتها الشاعر  المربي الاستاذ اديب الطيار، رحمه الله، من صافيتا،  الذي شهد في بيروت  عام 1948 مؤتمرها العام الثالث  — وأظنه المؤتمر الوحيد الذي عقد خارج المقر في باريس —. عزيزة جدا علي اليونسكو،  وما انا الا منكم في هذا الأمر.هي المنظمة الدولية الاولى التي يعنى بها المثقفون.  واداؤها ينبغي ان يكون عزيزا علينا، متابعا—بفتح الباء – من قبلنا.
  لكن احدهم  همس في اذني ذات يوم حين اوصلت اليه ملاحظتي  تضاؤل اهتمامنا هنا في سورية باليوم العربي للغة العربية ، وقد  حددته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم  في يوم اول آذار من كل عام . هو عربي سوري يعمل في تلك المنظمة.  قلت : همس في اذني. هي همسة نقلت همسة اخرى، بالغة الازعاج،  يونسكية الهوية. المؤدى همست اليونسكو لالكسو انه يكفي يوم واحد للغة العربية هو 18 ك الاول. لا حاجة ليوم ثان.
 لم يتخذ قرار رسمي بالالغاء. هل يعقل ان تلغي الكسو يوما يختص باللغة العربية؟  لكن مسؤولينا الثقافيين العرب اخذوا علما،  فبهتت الوان الاول من آذار يوم اللغة العربية المعلن من قبل الحكومات العربية.
 ومن عندي اتابع روح الهمسة اليونسكية  فاظن . أظن أظن ، وبعض الظن اثم  وبعضه من حسن الفطن . أظن  انه تم تسجيل شهر اذار في سجلات اليونسكو شهرا للفرانكوفونية فلا يقترب منه موعد حفاوة  بلغة اخرى.  ودور اليونسكو اقناع الدول بتنفيذ ما في السجل.
 وبالطبع اذا وصلت كلمتي هذه الى اليونسكو — وساؤصلها  — ،  فلن تعبأ اليونسكو بظني فترد عليه ، لكنها قد، قد،  قد تقوم بما يجنبها سوء الظن بسياساتها اللغوية ، وما تبطنه  من سياسيات يحفل بها عالم السياسة . وقد يكون للغتنا في ذلك فائدة. والله اعلم.
وأبوح لكم ايها الزملاء الكرام وقد سعدت بزمالتكم منذ خمسين عاما والى الآن ، ابوح لكم ،دفاعا عن الظن ،بما يلي وباختصار: من كان من الممكن له ان يتوقع ان دعوتي في حلب عام 2006  لاعتماد يوم  بدء التنزيل يوما للغة العربية ، من كان من الممكن له ان يتوقع تحول الدعوة على يد الكسو الى يوم تربوي  خاص بالطلبة في اول اذار؟
ثم من كان له ان يتوقع ان تعديلي،  في ربيع 2012، لتسمية  اليوم المقترح  الى اليوم العالمي للغة العربية وموعده بدء التنزيل الشريف ، من كان له ان يتوقع ان هذا التعديل في التسمية — وقد اضطررت اليه لكي لا يلتبس مع اليوم العربي للغة في أول آذار – من كان له ان يتوقع  انه سيتحول الى اليوم العالمي للغة العربية،  وموعده يوم قبلت العربية لغة رسمية؟
قد يقال: هي العلمانية منعت الكسو واليونسكو من الذهاب الى يوم بدء التنزيل.
اقول ان العلمانية لم تمنع المنظمة الدولية السياسية الاولى التي ولدت قبل مائة عام بالضبط ، اقصد عصبة الامم، لم تمنع العلمانية تلك المنظمة العلمانية من الموافقة على صك الانتداب على فلسطين المتضمن وعد بلفور. اليس وعد بلفور مليئا بالمحتوى الديني؟ الم يتم ادخاله في صك الانتداب على فلسطين الذي اقرته العصبة عام 1922؟
أطلت ، والمتحدثون عن عبقرية المتنبي ، وأشعاره الاكثر تداولا عربيا بعد القرأن الكريم ، اطلت والمتحدثون كثر.  فلاتوقف ولاعلن ان مهمة الاتحاد في شأن يوم اللغة العربية مهمة كبرى . انجز الاتحاد جزءا يسيرا جدا منها بعقد هذه الندوة، ندوة توقعت عقد مثيل لها قبل 12 عاما اثر اعادة اطلاقي فكرة يوم اللغة العربية من هذه القاعة في 27 شياط 2008. لم يحصل. شغل الاتحاد عن العناية بفكرة شغل وشغف بها العالم. الا ان الخير في تذكر الخير والاشادة به. أشكر الاتحاد على عقد هذه الندوة . وأقول لمسؤوليه: أمامكم عمل أدق ، وأنتم به أحق.
الانتهاء من التنضيد: دمشق،  قبل ظهر السبت 26 ايلول 2020
 
الدكتور جورج جبور ،   جوال وواتس 00963944363464 ، عضو اتحاد الكتاب العرب  بدمشق 1970—1996، متقاعد منذئذ ، في اعقاب فشل الاتحاد في معالجة عقابيل سرقة فكرية ادلى براي مكتوب فيها ،
 وهو ، منذ 2005  والى الآن ، رئيس الرابطة السورية للامم المتحدة ، وكان سابقا مستشارا رئاسيا ، وعضوا في مجلس الشعب ، واستاذا ورئيسا  لقسم السياسة في معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة،  وهو معهد تابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، أنشأه المفكر ساطع الحصري لبناء القومية العربية على اسس علمية سليمة
 والكلمة تعبر عن راي كاتبها الشخصي.
 
ملاحظة:
أرجو أن أتمكن من توسيع هذه الكلمة الموجزة واغنائها بمزيد.من التفصيل وبذكر المصادر. ويتم ذلك أن شاء الله لدى تحديد مبكر لندوة متابعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى