أدب وفن

إعلان لم يكتمل/بقلم الشاعرة حنان بدران

إعلان لم يكتمل

ذات يومٍ، تقيأت السماء نفسها،
فنزلنا…
مكدّسين في صناديق محكمة الإغلاق،
ومكتوب على كل صندوق:
“هذه حياة.”

في البدء،
كنا نقاطًا صغيرة
مجهولة على ورقة الزمان.
لم يخبرونا أن الورقة مطويّة،
وأننا كُتِبنا في الهامش،
بقلمٍ لا يُعيده التاريخ إن أخطأ.

قيل لنا: هذه حياة.
لكنها جاءت في عُلبةٍ محكمة،
ملفوفة بأشرطةٍ من “يجب” و”لا يصح”،
مختومة بختمٍ رسمي:
غير قابلة للاسترجاع.

السماء؟
ملصق أزرق باهت،
على جدارٍ في غرفة انتظار جماعية.
كلما نظرنا إليها،
نسينا لماذا كنا ننتظر.

الهواء؟
مُعلّب…
تباع أنفاسه في الأسواق،
بمقاسات تناسب المقترضين فقط،
ويُكتب على العلبة:
صالح للاستخدام تحت الرقابة.

الطريق؟
مرسوم بالطباشير،
كل خطوة عليه قد تكون خطأ مطبعي،
والإشارات لا تُضيء
إلا بعد أن نرتطم.

نمشي…
كما يُملى علينا،
ننسخ خطانا من إعلانات العطور.
نبتسم…
كأننا ننتظر تصفيقًا لا يجيء،
ونضحك — بعد الحذف،
وبعد المونتاج،
وبعد أن نُطمس ملامحنا في الفوتوشوب الاجتماعي.

ثم، ذات مساءٍ بلا نوافذ،
نظرنا إلى انعكاساتنا على شاشة مغلقة،
فاكتشفنا أننا لم نكن أبطال الحكاية،
ولا حتى شخوصها الثانوية،
بل مجرد هوامش…

كُتبنا
بخط باهت،
في الحاشية السفلى من الوجود،
حيث لا يصل الضوء،
ولا تعبر الحكايات فيها …!!!
حنان بدران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى