أدب وفن
عود الحزن بلا وتر/ بقلم الشاعرة حنان بدران

عود الحزن بلا وتر
كان لي سقفٌ تحتَهُ نظراتٌ خلسةٌ،
نجوبُ شوارعَ الحريةِ والشجنِ معًا،
نسافرُ بلا أقدامٍ، نركضُ بلا وجهةٍ،
نمشي ونحنُ في مكاننا ذاته.
في عرى الغربةِ، يعيدني الحزنُ،
استحمامًا آلافَ المراتِ، بلا هوادةٍ،
كلُّ ما حولي لا يكفُّ عن الطرقِ والنحيبِ،
تتكاثفُ الغربةُ والحزنُ كضبابٍ كثيف.
فأجدُ نفسي هائمًا بلا عنوانٍ،
كسيفٍ بلا غمدٍ،
حادٌ على حدهِ،
وعلى حدهِ لم تنكسر الجبابرةُ.
هل كان حلمُنا هنا جليدًا جامدًا؟
أم أن السيف من خشبٍ مسلولٍ هش؟
وهل لكل سيفٍ غمدٌ يحميه؟
أم أن بعضنا خُلق ليكون نصلًا عاريًا؟
وهل يقتلُ السيفُ نفسه حين يفقدُ غمده؟
ربما نحنُ الحزنُ ذاتهُ،
الذي يقطعُ أوصالهِ بيديه،
يبحث عن وترٍ… لم يولد قط…!!!
حنان بدران