أدب وفن

وطني،لا أرى جمالك إلا…/ بقلم الشاعر مصطفى سبيتي

وطني ، لا أرى جمالك إلا
هرَجاً دأبُهُ الخواءُ مُمِلّا
وارتعافَ الجراح هزواً بأرزٍ
نشَر الذُّلَّ من جناحيهِ ظِلّا …
أرجعَتْني إليك أصداء ماضٍ
باهتاتٌ بها صباي استظلّا
مُجدَباتٌ تئن من إبَرِ الشوكِ
كستها لواعج الشوق فُلّا
تنتحي خلفها طهارةُ نهرٍ
دثّرتْ نُسكَهُ عباءةُ دِفْلى
تحضنُ الشمس ضفتاهُ فيجري
ضوءها دمعَ عابريهِ مُحَلّى
تتلالا فلا تَفَرَّقُ لوناً
عن حصاهُ ولا تَمَيَّزُ شكلا
حار مجراه في ترابك حتى
حطَّ في بحرِك المهاجرِ رَحْلا
حبسوه فغاض فينا عنيداً
وخلال الجفون دمعاً أطلّا
أقفلوا الجسر فوقه عن ضلوعٍ
ظِلّها الجسرُ قد تمدّدَ أصلا
ونفوسٍ مع الصَبا عابراتٍ
هائماتٍ تتوقُ داراً وأهلا
يا نسيم الجنوب طِرْ بي رويداً
نحو مهد الصِبا ويا نهرُ مهلا
لك حبي وأدمعي والقوافي
أنت مني بخَفْقِ قلبيَ أَولى
أيُّ سدٍّ يصدُّ عنك قلوباً
من دِماها ترى مياهَك أغلى
قد بدا العيشُ في ظلالك حلواً
مُذْ غدا الموتُ في سبيلك أحلى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى