خيمة ٌ لعراء ِ النازحين/الشاعر قاسم الشمري/العراق
خيمة ٌ لعراء ِ النازحين
رسمت ملامحَ شملِهِم ممحاة ٌ
و نَما على السقفِ الهزيل ِ شتاتُ
و غفا على يأس ِ السماء ِ دعائُهُم
فبأي ِّ ثغر ٍ تُسرجُ الصلوات ُ
و تكوروا .. و الوقت ُ عبد ُ فنائِهِم
إذ تشتهيهِم للهباء ِ حياة ُ
و البرد ُ يبرد ُ في مهيب ِ نحولِهِم
ناب َ التشظي , و القلوب ُ عراة ُ
يمشون َ داخلَهُم لجدب ِ عزائِهِم
أن تهتدي ليبابِهِم غيمات ُ
كم حاول الشعراء ُ خلق َ رفاتِهِم
فتعثرت في وزنِها الأبيات ُ
الناضجون كجوعِهِم
الواهنون كحُلمِهِم
لم تقترح ْ قرآنَهُم آيات ُ
الآكلون سنينَهُم
الشاربون خلاصَهُم
كم تفتريهِم للعراء جهات ُ
اللابسون جفافَهُم كقصيدة ٍ
ما أكدتها في الهطول ِ لُغات ُ
حُشروا بأنفاس ِ البلاد ِ كشهقة ٍ
نزفت ضياعا ً فالجروحُ رئاتُ
باتوا على وشل ِ الضمير ِ لموطن ٍ
أعمت عيون َ نهارِهِ الرايات ُ
فتوزعوا فوق َ الخرائط ِ دمعة ً
عضت أصابع َ دربِهِم عثرات ُ
………………………
وئَدت أغانيهِم بلحن ٍ قاحل ٍ
هذي البلاد ُ لتُثكل َ النايات ُ
هذي البلاد ُ تراث ُ وهم ٍ راسخ ٍ
أنّا على أشلائِنا سادات ُ
هذي البلاد ُ عريقة ٌ بحطامِها ..
الجذاب ِ , تبني ظهرَها الطعنات ُ
هذي البلاد ُ كأن موسى صائغ ٌ
للعجل ِ لا طور ٌ و لا ميقات ُ
هذي البلاد ُ كسندباد ٍ مسرف ٍ
في البحر ِ , لا بغداد َ فيه تبات ُ
هذي البلاد ُ هزيمة ٌ مبثوثة ٌ ,
قلقٌ مشاع ٌ , في العيون ِ قذاة ُ
و الشعب ُ يُفرى , يستظل ُ هجيرَه ُ
يُجبى دماءً و الجباة ُ ولاة ُ
ما زال َ من أُحُد ٍ يصون ُ ذنوبَهُم
يفني قريش َ ليغدرن رماة ُ
ما زال يحشو بالهُتاف ِ جموحَه ُ
يا كم ستكسر ُ ضدَهُ المرآة ُ
مازال … و النكبات ُ فيه غزيرة ٌ
فمتى سيخلع ُ ضفتيه ِ فرات ُ