أدب وفن

القلب الطيب…بقلم الإعلامي محمد علي عمرو

القلب الطيب …

كثيرا ما نسمع كلاما عن فلان هذا عصبي ولكن قلبه طيب.. هذا انفعالي ولكن قلبه طيب ، هذا قاسي ولكن قلبه طيب ..
اليس من المعيب أن يحكم مسبقا على هذا القلب النادر الوجود في زمننا..
الاكيد ساذج أو مغفل كل من يستغل هذا القلب الطيب ..
والاكيد ليس العيب أن نملك هذا القلب المشع بالأمل والمتدفق بالعطاء اللامنتهي !
وليس عيباً أن نقدم كل ما نستطيع للآخرين برضا تام دون أن نطلب بالمقابل !
وليس عيباً فينا أن الله سبحانه وتعالى منحنا أجمل هدية وهو القلب الطيب !
الذي لا يطلب المعروف من أي شخص قدم له المساعدة يوما ما وهو يعلم بأن ذلك الشخص قد لا يستحق هذا المعروف .
ولكن العيب يكمن في هؤلاء البشر الذين يستغلون تلك الطيبة وينعتون أصحابها بالسذاجة .
فكل إنسان يملك ذلك القلب الطيب المعطاء هو إنسان رائع وعليه ألا يندم على امتلاكه .
بل يحمد رب العالمين لأن هذا القلب لا يشعر صاحبه إلا بالراحة النفسية .
كل واحد منا له صفات جميلة في شخصيتة تميزه عن الآخر وطيبة القلب من هذه الصفات.
فطيبة القلب هي صفة جميلة ومحبوبة في الإنسان تحبب فيه كل من حوله ..
القلب الطيب.. يصعب “تلويثه”..
القلب الطيب بطبيعته يتواجد داخل الإنسان الحساس ..
لذلك يشاركهم هذه المشاعر وكأنه هو من يعاني هذه الآلام . ولكنه في نفس الوقت سريع الأذى لانه يملك إحساساً مرهفاً ومشاعر رقيقة وقلب طيب ، ويعتقد أن كل من حوله مثله فإذا به يفاجأ بطعنات من أقرب الناس إليه، يتألم .. يحزن.. ويبكي .. لأنه لم يحسن الإختيار ولم يحسن التقدير ..
صاحب القلب الطيب إنسان لا يعرف الحقد ولا يعرف الضغينة ولا ينتقم، ويسامح بسهولة ، لذلك ترى البسمة دائماً على محياه رغم ما يعانيه ، يطوي الصفحات السوداء داخل قلبه و يجعل من دمعاته البيضاء غطاءً لهذا السواد ، حتى لا يلوث السواد قلبه وطيات أحاسيسه النقية..
لا يمكن أن نحذف أي صفحة من قاموس حياتنا مهما فعلنا ، فهي راسخة في وجداننا قبل ذاكرتنا ولن تمحى بسهولة ، لذا فلنحاول ادخال البياض على سطورها السوداء.. حتى تبقى في ذاكرتنا نسمة لطيفة مع شريط الذكريات.
ميزة القلب الطيب أنه لا يملك صفحات سوداء
ولا يمكن تلويثه مع كل ما يعانيه من سواد حوله ..
سواد يحاول أن يمد غيومه القاتمة ليغطي بياضه ..
سواد يريد أن يسرق البسمة التي تظهر رغم الألم ..
سواد يريد أن يسرق من قلبه الطيبة التي تشع من عينيه..
لا أيها السواد.. لن تأخذ منه الطيبة بل سيجعل من بياضه وطيبته سحابه نقية .. تعلو فوق الغيوم السوداء الملبدة بالحقد والكره والأنانية ، لتمطر عليها طيبة ومحبة وطهارة وصفاء ، لعلها تزيل من القلوب السوداء بعض ما خلفته الأيام من سواد ، وسيدع الزذاذات المعطرة بالحب تتطاير على كل من حوله حتى ولو كانت هذه الرذاذات تأخذ من قلبه ..وتجعله يموت قبل أوانه لكنه سيموت وهو يعطي دون أن يأخذ.. يموت بقلب طيب ..
فلتفرح يا صاحب القلب الطيب .. لــن يلوثوك ..
فأنت .. أنت مهما حاولوا تغييرك ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى