عندما حاور فارغاس يوسا بورخيس عام ١٩٨١…


فارغاس يوسا يقول عن بورخيس: هو الكاتب الأهم في لغتنا
فارغاس يوسا من البيرو الحائز على نوبل الأدب، هو الآن بصدد إصدار كتاب عن بورخيس ” نصف قرن مع بورخيس ” يتضمن مقابلاته، نصوصه، دراسات ، و بعض الملاحظات عن شخصه و فكره .
الكتب القليلة التي كتبها مختصرة، كاملة الجمال كخاتم ، لا شيء يزيد فيها أو ينقص ، كانت و ما زالت لها التأثير الكبير في كل الذين يكتبون باللغة الإسبانية، قصص تمتلىء بالفانتازيا كتبها في بيونيس أيريس، الصين ، إنكلترا و في أماكن أخرى من الواقع أو اللاواقع، تكشف عن خيال طاغ و ثقافة رائعة ، كما في مقارباته للزمن ….المعرفة العميقة بالأشياء لم تكن في نصوص بورخيس كثيفة فحسب بل كانت غير اعتيادية، لامعة بقوة بحيث يخرج القارىء من عالمه مأخوذا بسحر الدهشة و ممتلئا بالثراء الأدبي .
“اذا كان علي أن اسمي اهم كاتب في لغتنا الإسبانية سوف تخلد كلماته و تبقى و سوف يترك الأثر العميق في الأدب فأنا اسمي خورخي لويس بورخيس “.
جزء من كتابه الجديد عن بورخيس، يتضمن مقابلة تلفزيونية غير منشورة أجراها فارغاس يوسا مع بورخيس أجراها معه عام ١٩٨١ .
ستكون الطبعة الرقمية في متناول القراء بدءا من ١٨ حزيران.
المقابلة المذكورة جرت في منزل بورخيس المتواضع في بيونس أيروس، حيث يعيش بورخيس مع موظفته التي بمثابة.مرشدة و هره الشهير ب فيبو ” Beppo” تيمنا بهر الشاعر الإنكليزي العظيم لورد بايرون، الذي كان بورخيس معجبا به جدا هكذا قال بورخيس.
- عندما سأل بورغاس بورخيس لماذا لا يحتفظ بكتب له في مكتبته أجاب بكل تواضع ” انا اهتم كثيرا بمكتبتي، من أنا كي اسمي نفسي مع شوبنهاور ؟ ” هكذا كان يجيب بورخيس على الأسئلة بأجوبة مختصرة لكنها كثيفة المعاني.
- عن القومية قال بورخيس انها شر كبير ( المقابلة أجريت في ١٩٨١) لليمين و اليسار ، و عن أي الأنظمة التي يفضلها ، قال بورخيس انه لاسلطوي ” انا لا أحب الولاية , لكنها شر لا بد منه ، لو كنت ديكتاتورا لتركت مهمتي و انصرفت إلى مهنة الأدب المتواضعة، لأنني سأكون عاجزا عن تقديم أي شيء ، انا مثل كل مواطني بلدي (الأرجنتين ) شخص تتآكلني الحيرة و خيبات الأمل.
- عند سؤاله عن الحرب و خاصة عن موفقه حول العنف و المواجهات بين تشيلي و الأرجنتين ، قال ” انا الآن أحب السلام ، و برأيي أن أي حرب هي جريمة مهما كانت مبرراتها و ليس من حرب عادلة مهما كانت الأسباب ، لأن أي حرب سوف تفتح الباب لحرب أخرى و لن يعدموا وسيلة لتبريرها و سجن كل من يتهمونه بالعماله لمجرد انه يفكر بطريقة أخرى ،
……انا لم أنتبه ان برتراند راسل و غاندي و و ألبردي و رومين رولاند كانوا غلى حق عندما كانوا ضد الحرب، و الآن هناك أسباب أكثر قيمة و اعتبار لنكون صد الحرب بدل أن نكون معها. - سئل بورخيس عن عبارة شهيرة من عباراته ” كثيرة الأشياء التي قرأتها و قليلة جدا التي عشتها ” هي عبارة كتبها في عمر الثلاثين ، حينذاك لم يدرك أن الكتابة هي شكل آخر للحياة .
- عندما سئل هل هو نادم كون الحياة الفكرية منعته من عيش أشكال أخرى من الحياة، أجاب ” لا لست نادما،اعتقد ان الإنسان مهما كان سوف تمر عليه فترات الحياة المختلفة ، فليس المهم أن تعيش التجارب بل المهم كيف تتفاعل معها و ماذا تفعل إزائها.
- عن المال و الجاه عندما سئل بورخيس الذي يعيش عيش النساك في بيت متواضع جدا و في غرفة تشبه الزنزانة ، متخففا من الأشياء المادية قال ” شخص ثري بإمكانه التفكير في أشياء أخرى بينما الفقير سيظل يفكر بالغذاء و المال، الواحد منا يفكر فيما لا يملكه و ليس فيما يملكه انا عندما كنت مبصرا لم ادرك ان نعمة البصر امتياز ،الآن حين فقدته، انا مستعد أن أعطي أي شيء مقابل أن استعيد بصري .

- ترجمة و اختيار سمية تكجي المصدر/ el país