عزيف الجحيم / بقلم القاصّة مشلين بطرس
تضامنا مع بيروت
عزيفُ الجحيم
قصيدة
للشاعرة السورية مشلين بطرس
يا أجيجَ نارٍ تشكّلتْ في جوفكَ
وجوهٌ غضبى
وجوهُ رعبٍ وهلعٍ، كرهٍ وسخطٍ ودمار
وأنبجسَ الإنفجار …
إنفجارٌ مهول حصد أرواحاً حُسنى
أرواحًا بريئةً لا ذنب لها سوى
أنها تواجدت في بلدان النكبة
بلدانُنا المنكوبة فيها يُنتزع من جذوره الشجرُ
وتحلّق أجسادُ ضحاياها من ضغط
عنفٍ وحقدٍ من إن فُتح بابه
حتى تدفّق …
عذرًا بيروت لا يليق بكِ السواد
لا وليس جميلاً حزنُك، وليست جميلةً الألوان
فألوانُ الموت وإن تعددت
يبقى الموت ينبوع الأحزان
دمارٌ وانهيار، دخانٌ وسموم
دماءٌ وأشلاء، ورائحة شواء
ويصرخ ترابُ الأرض مستغيثًا:
ها قد جرعتموني الدماءَ عنوةً
ولم أكن يومًا استسيغ طعم الدماء
أنا ترابٌ لن يطفىء لظى لهيبي سوى الماء
وما أدراكم ما الماء؟
ماءٌ يتبخر ليشكّل غيومَ محبةٍ وسلام
غيومٌ تبتهل لإنقاذ كلّ آهةٍ تئن من تحت الركام
يا بيروت قومي ..
انهضي لملمي جراحك وانتفضي فالثورةُ تولد من رحم الأحزان.