أدب وفن

اكذوبة الترسيم …بقلم الشاعر عصمت حسان

اكذوبة الترسيم

وكأنّ لبنانَ المهشّــمَ
عادَ مثلَ الأمس
أصبــــا

والأرزةُ الخضراءُ عادت رايةً للريحِ
عاد الخيرُ خصبــا

والناسُ يملؤها السرورُ الحلو
لا فقرٌ هنا
لا حزن مشتعلٌ هناكْ

والطائرُ المنسولُ من فرحٍ
يحلقُ في فضاء الرقص
واحترقتْ شِباكْ

كلّ العيون الدامعاتِ تشبّعتْ ألقاً
وصاحتْ بالترابِ الشهدِ
يأسرني هواكْ

كل اليتامى غادروا الأحزانَ
عادَ الراحلونَ من الضياعِ
وليس تحزنُ بعد هذا اليوم يا وطني الأراملْ

الصوتُ يبدو واضحاً جداً
هنا لبنانُ كان الأمسَ
بابلْ

وعلى شبابيكِ العناقِ تبرعم اللبلابُ
وارتسمتْ بلابلْ

نجحَ الحراكُ بمحوهمْ
نجحَ الحراكْ
ويديَّ يا ابنَ القهر قد حضنتْ يداكْ

وعلى طريقِ المشتهى فرشوكَ
يا مخمورُ عشبا
ومشتْ إليكَ الناسُ تطلبُ من ضميرِ الخمر قربا

لم يختلفْ في كرنفالِ القهرِ ميعادٌ
وظلّ الفاسد الأبديُّ يحكمُ
روضةً يبستْ وشعبا

هو ليس مهتماً بحالكَ يا فقيرُ
يريد أن يبقى الوباءُ
لكي تصيرَ الناسُ أغبى

هو قام للترسيمِ معْ وحشِ الظلامِ
ليسرقا نفطَ البلادِ وبحرها
والأرضُ في التقسيمِ تعبى

هو قبل أن يمضي يريدُ مواسمَ الأجيالِ
حصتهُ الأكيدةَ من غلالِ الوقتِ
لم يشبعْ من الخيراتِ نهبا

هو كلُّ أهلِ الحكمِ سُرّاقُ الضياءِ
ولقمةِ الجوعانِ
باعَ الشرقَ
صار يبيعُ غربا

لا يكتفونَ بسرقة الميراثِ
والمحصولِ
دسّوا السّمَ في بئرِ انكسار الناس
صار الماءُ مسموماً
وكانَ الماءُ عذبا

وعدوّنا سرق الترابَ
وجرَّ موج البحرِ نحو الطامعين
وكان بين الناس ذئبا

لا تصمتوا يا أهلنا الأحرارَ
تجّار الخطيئةِ يكذبون اليومَ
لا سلمٌ سوى أن يُسلمَ الأعداءُ
هذا الحقُ مسلوبٌ
وكم نحتاجُ كي تثب الكرامةُ من كهوف الذلِّ
حربا

الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطىء الأدب/ بشامون الضيعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى