خورخي لويس بورخيس …عبقرية إستثنائية

خورخي لويس بورخيس…عبقرية إستثنائية
العالم يتقدم، و يرفع نحو درجات عالية، وسائل التعبير المختلفة في الحياة بفضل العباقرة و ليس بفضل الأبطال …أبعد من الحكم المسبق على رومانسية العبقري، الإجتراح،الخلق، المقدرة على وضع عمل أدبي قيد التداول ، كل هذه الأمور كانت دائما
من أسس الشروط الإنسانية .
مما سبق و عُرض ، بشكل ما هو تاريخ العالم ، هوميروس، دافنتشي، شكسبير، تسلا، فعلوا الشيء نفسه، كل في عصره ، لكن عبقرية بورخيس هي دليل للجمال الاستثنائي في عصرنا نحن، بالرغم من أنه ركَّز في الأدب و لكن مدى رؤيته الشاملة الأبعاد ، اجتاحت ربما بدون قصد منه حقول العلوم .
بورخيس و سهولة كسر المألوف
بورخيس هزَّ الساكن و حرك المسكوت عنه ، زعزع الأسس المألوفة السائدة في العالم . أعماله الأدبية في السرد كما في الشعرية ، فتحت كوة ، و تركت شقوقا في تلك المعايير التي كانت تبدو غير قابلة للتغيير و النقاش ، كونها عششت بفعل التقاليد المتوارثة، التي أرستها سلطة و واقعا مفترضا مطلقا .
تفكيك مفاعيل هذه المفاهيم الآحادية الملتفة حول نفسها كان امرا لا بد منه ، المواد التي تغذي هذا الواقع بدأت تتجوف مفاعيلها بفعل الاكتشافات، وبسبب نماذج جديدة تمظهرت بعد أن تخففت من سيطرة العقائد ، و المطلق عليها . بورخيس نجح ، بسهولة أن يرينا أن الواقع متغير، و أن كل حقيقة هي نسبية وليست مطلقة.
خورخي لويس بورخيس، عبقري الكلمة .
بإمكاننا أن نصنفه انه القارىء الكبير للكون ، المترجم الكبير للواقع، لعبة المرايا المستمرة، محاولة تحريك الجامد ، استدعاء النسخة الغير مشروطة للمفاهيم، ….تجعله في مكان في المقدمة ، حيث الله يمشي للبحث عن الرجال ، الشلل و الجمود الذي سببه اللاهوت ، هو الذي دفع بورخيس إلى حركة مستمرة لخرق القوانين السائدة .
ذات مرة ، صرح بورخيس ” التماس الأول مع الأشياء تأتي دائما من الكتب و ليس من التماس المباشر مع الأشياء، و إذا كان هناك شيئا أكيدا، هو : أننا ندين لبورخيس بعالم من الخيال و الفانتازيا منسوج من الحروف، هذا المكان لم يعد ينتمي إليه، لكن أعماله هي جزء من الواقع الذي نعيشه اليوم ، هكذا تكون العبقرية …!!!
ترجمة و اختيار سمية تكجي