أدب وفن

وسقطت لغتي أرضا…بقلم الشاعرة سهاد شمس الدين

وسقطت لغتي أرضاً…
لم أفقه لغة الحزن الكبير…
لم أفقه لغة الوداع بين إثنين…
وكيفَ تقع الابتسامات أرضاً ويبتلعها الضباب …
وضعتُ أمام ناظريَّ بعضاً من طعامي…
نظّارتي ودفتري وكتاب…
علّني اتذكّر لُغتي…
علّني اتكوّر من جديدٍ في رحِمِ أمي…
وأقبض على ذاكرتي المختبئة خلف الباب….
واتعلّمُ فقط لغة الحبّ ولغة النهر ..
حين ينسابُ وينسابْ…
وأنسى مع موج البحر ونوارس الرمل….
كلّ أسباب الغياب…
الذاكرة ملأى…
والراحلون عنّا…
تركوا إبتساماتهم تمائمَ معلّقة على ألواحٍ من زجاج…
بالأمس كان الحَمامُ زاجلاً…
والمدى مزهوّاً بأحلام البنفسج عن ربيعٍ آتْ…
والذين غادروا…نسَوا كلمة الوداع…
وأنا نسيت لغتي…
ووعدتُ نفسي أن أعود وأقرأ…
عن ساق البامبو…
عن مارتن لوثر ونبذه لصكوك الغفران…
عن النساء المؤمنات…
عن الخلفاء الراشدين وسِيَر الأنبياء…
عن أساليب الحبّ التي لم يمارسها أول الأنبياء ولا حواء…
علّني اتذكّر…علّني انسى…
كيف ينام المعذبون على الارض…
وتقع الإبتسامات أرضاً ويبتلعها الضباب…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى