يا أمي ..بقلم الأديبة نورة عبيد
يا أمّي..
الطريق صديق ورفيق. أهبه نفسي كلّ صباح ليحملني إليّ. درب طويل لم ينته بعد.. وأنت هناك تراقبين كلّ شيء.. أعلم تفاصيل ابتسامتك الساحرة وحزمك النادر.. واسمك الخالد؛ ناجية.
والطريق- يا أمّي – آه من الطريق يجمّع ويفرّق. والطريق–يا أمّي- يضيق ويتّسع. (يملأ ويفرّغ) كما كنت تقولين.
والطريق آتيه الهوينى وركضا.. ووجهي طليق وعابس. وروحي ممتدّة دائما.. تكاد تسبقني للمنتهى.
كنت أمرّ وما كنت أظنّ أنّ لي في الطريق أمهّات.. لي منه دعوات وصبوات.. و ابتسامات كالحياة.. و تحيّة باليدين كأنّها عناق في عناق…
غبت مرّات.. و حارسة العابرين افتقدت خطواتي وابتسامتي ومشيتي.. ففزعت يداها بالسؤال”وينك وينك”…
اليوم استوقفتني او تسمّرت حين ابتسمت لا أعرف..
جميلة. ندّ لاسمها هي. كلّ صباح هناك. في نفس المكان.. لا تمدّ يدا. تبسط وجها طليقا.. ودعوات حسانا.. لا تشعر بحاجتها، يرتقي إليك أنّ وجودها ضروريّ كالصباح والطريق
هي “أمّي جميلة”.. رفعت عنّي اليوم الضجر كاستحسان القدر.
يا أمّي كلّما بلغ بي الفقد الكفر.. وجدت أمّا بالطريق.
جميلة.. جميلة.. بينها وبين ناجيه.. وجه كالحياة.