أدب وفن

حب أجمل من العمر / بقلم الشاعرة كلود ناصيف حرب

حبّ أجملُ من العمر

في مكانٍ ما وزمانٍ ما
خبأتُ في حديقتي كلماتٍ
من ذهبٍ وياقوت…
وذاتَ يوم اكتشفتُ
أنّ أحداً سرقَها
مع العطر والوردة…
والسارقُ هو أنت.
كلُّ كلمةٍ قلتَها لي
زرعتُها في قلبي…
جعلتُها كتاباً…
يُضيءُ في العتمة…
يسألونَني عنك في المدن،
في الحاراتِ القديمة
ما وراءَ الجبال…
لكنّني أُخفيك عن العيون…
لا أريد أن يأخذَك أحد…
ولا أريد أن يُشبهَك أحدٌ…
يا كلّ براءتي،
وكلّ جُرأتي…
وكلّ حكايتي.
أنا لولاك سرابٌ…
ولولا عيناك
لا أعرف إلى أين أمضي…
فابقَ معي إلى آخِرِِ العُمر…
يا حبّاً أجملَ من العُمر.
المدينةُ واسعة،
ولبس فيها أحدٌ
إلاّ أنا وأنت…
أنا الأميرةُ في قلبِك
وأنتَ الملِكُ على حقيقتي.
لماذا تداخلتَ فيّ
إلى هذا الحدّ…
لم أرغبَ يوماً
في أن أصيرَ سماء
فصرتُ سماء…
ولم أكن أشتهي
أن أصيرَ بحراً
فجعلتَني بحراً…
لا شاطئ له…
ولم أكن فيما مضى
من الزمان
إلاّ نفسي،
فصرتُ أنت.
تعالَ إلى روحي،
وهي تعرفُك…
تسكنُ فيها…
تحتلُ أنتَ كلّ زاويةٍ
من زوايا ضُلوعي…
تحتلّني…
تأخذُني من ذاتي
ولا تطلبُ إذْناً…
أيّها المعتدي
على حقوقِ النساء…
يا مَن سرقتَ كلماتي
من تلك الحديقة…
مع العطرِ والوردة
أيّها السارقُ …
الذي يأخذُ كلّ شيء
وأسامحُه
لأنّه حبيبي…
لأنّه حبيبي.. لأنّه حبيبي.

الشاعرة اللبنانية المهجرية كلود ناصيف حرب/ سيدني الاسترالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى