قالت و صمت الليل أرَّقَ مهدها…بقلم الشاعر علي وهبي دهيني

قَالَتْ : وَصَمْتُ اللَّيلِ أرَّقَ مَهدَها
شَوقي انتظارٌ يَكْرَهُ التأجيلا
وَسَئِمْتُ أن أُصغي لصوتِ قَبيلةٍ
خَنَقَتْ بجهلِ ظُنونِها التَّأويلا
ذَبَحَتْ وبٱسمِ الدِّينِ كلَّ يَمامَةٍ
كانت تَخيطُ من الصَّباحِ هَديلا
إنِّي أُحِبُّكَ خَمْرَتي وَعِبادَتي
لا لستُ أخْشَى في الهوى ما قِيلا
لا لستُ أخْشَى أنْ يُقالَ جَرِيئةٌ
فالعشقُ يُذبَحُ لو يكونُ خَجولا
دَعني انحناءً فوقَ كأسِكَ أَحتسي
إثمًا .. يُقدِّسُ في فمي التَّقبيلا
فأجبتُها :
إنِّي كعطرِكِ ثَائرٌ
صوتي فصيحٌ .. أُتُقِنُ التَّشكيلا
وخَشيتُ مثلَكِ أن يُلاحَقَ حُلْمُنَا
فارخي على وجهِ المدى منديلا
لا تنظُري للخلفِ إنَّ وراءَنا
مُدُنًا يَخافُ غُروبُها القِنديلا
كوني مُشفَّرةً .. فسرُّ أصابعي
قَطْفُ المواسمِ .. لا أُضيعُ جميلا
أُنثى وتعزفُكِ السماءُ قصيدةً
مكِّيَةً ..
لا تعرفُ التعليلا
أنا مُتعبٌ كُلِّي .. وقلبيَ لم يَزلْ
طِفلاً .. أرادَ على يديكِ رَحيلا
لنصيرَ لو سكنَ الظلامُ ..
ونحنُ في دفقِ الغرامِ ..
بثينةً وجميلا