أدب وفن

الأثر المفتوح/ امبرتو ايكو

الأثر المفتوح
امبرتو ايكو

حكمت حسن

يقدم المؤلف امبرتو ايكو في الأثر المفتوح موقفا يتجلى في دراسة استهلاكنا لقراءة النص حسب خلفيتنا وأحكامنا ، كذلك في الموسيقا حيث يمارس المستمع إحساسا شخصيا وأذواقا توجه متعته في منظور خاص.
وأعطى امبرتو ايكو مثلا على ذلك كلية الهندسة ب جامعة كاراكاس وتسمى المدرسة التي تُختَرَع كل يوم ،إذ ان جدرانها الداخلية قابلة للحركة وبالتالي يستطيع الطلاب والاساتذة الافادة منها وتكييف ظروف عملهم مع المشكلة المعمارية لذا يغيرون باستمرار البنية الداخلية للبناء .ما سيقودنا إلى نظرية جمالية التلقي كما روج لها (جووس وإيزر)
وقد شرح (بوسسور )أن الأثر هو حقل من الإمكانات ، وهو دعوة للاختيار أكثر مما هو قطعة.
لم يعد الأثر الفني موضوعا نستمتع بجماليته القائمة ، بل صار سرا يجب أن نقوم باكتشافه ، وصار واجبا يجب أن نقوم به وصار منبها للمخيلة.
وستأتي تأكيدات( مالارميه): إن تسمية أي موضوع يعني استبعاد ثلاثة أرباع من متعة القصيدة التي هي السعادة المصاحبة للتخمين.فوظيفة الفن ليس معرفة العالم بل إنتاج مكملات للعالم. الفن يتمثل حسب (جويس )في استعمال احتياطات وتهيئات
إن الإنسانية ضخمة والواقع يأخذ عشرات الآلاف من الأشكال ، وهنا نؤكد أن بعض أزهار الروايات تلملم هذا العطر وأن أخرى لا تمتلكه، … إن التجربة ليس لها حد أبدا ، وهي لا تكتمل أبدا ..
إن الأثر بوصفه كلا يقترح شروطا لغوية جديدة ، فيخضع لها ، ويصبح هو نفسه مفتاح تشفيره الخاص.
في أثر ( جويس) نكتشف إعادة للنظر في مفاهيم الزمن والهوية والعلاقة السببية التي تثير بعض الفرضيات الأكثر جرأة في علم الكون . والتي تتجاوز منظورات النسبية الخفية.

*شاعرة و ناقدة لبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى