أدب وفن

ويبيتُ النهرُ في صدري/ بقلم الشاعرة ميرفت أبو حمزة


ويبيتُ النهرُ في صدري


الآنَ يخلعُني السكون
ويلبس ضجيجَ كلِّ الدروبِ الواثبةِ
نحو الساحاتِ والمدنِ البعيدة ..
كاشفاً عن كتفيهِ .. عن زندَيْه ..
وصدرِهِ ساقيةً ..
تتصبّبُ عرقاً بارداً كهذا الشتاء
بعد أن لا ريحَ ولا ماءَ يُؤنسُه ..
ليغسلَ عنه غبارَ الذاهبينَ
بتيهِهِم نحو لُجَّةِ المعنى الدفينِ
إن قالوا وقلنا ..
الآن يخلعني السكون
ويديرُ ظهرَهُ للآهِ في صوتي
أجسُّ كتفيه العاريتين
فأحيرُ في حرّائهما
وأدخُلُ دوامةَ هذياني
لا شكوى وملل ..
أنا شهقةُ الدلوِ الذي يوشوشُ البئر
عن غدقِ ماءٍ لو يجيء ..
ورعشةِ السنورِ على ضفةِ الوادي ..
إن يفرفِرَ بين دفءِ الضوءِ
ورجفةِ الشعلةِ الأخيرة
أمامَ مقلتينِ غائمتين ..
ثم يتهادى كما المفؤودِ بالهجر
من مطلعِ فجرِ الغياب ..
إلى ليلٍ يشتبهُ على ليلاه ليلي ..
وأنا التي يبيتُ النهرُ في صدري ..
وخريرُهُ السكرانُ يصفرُ صاخباً ..
يلطمُ ضفافَهُ حين تختبئ
تحت طراوةِ العشبِ الندي
إن زاورها أَيْلٌ ظامئٌ من بعيد ..
وها أنتَ ..
المسمى فارِهَ الألقابِ والأنسابِ تعصرُني !
وتُقَيِّدُ الساعاتِ والأيامَ أساوِرَ
تُخَشْخِشُ في أذُنِ الليل
كي يبقى بيقظتِهِ !
وكالرمضاءِ حولَ مضاربِ النور
أهوي ..
أجمعُ الكلماتِ من لهجِ القوامِ الراجفة
وأدثّرُ الأنّاتِ ، أحضنُها
إن غفتْ بدَلالِها كالطفلِ في رقادي


ميرفت أبو حمزة
من ديوان * ليتني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى