هل روبنسون كروزو شخصية حقيقية ؟
هو العمل الأكثر شهرة للكاتب دانييل ديفويه Daniel Defoe ولكن السؤال كم فيها من الحقيقة .الجواب هو نعم كان موجودا، ولكن الصحيح أن اسمه كان الكسندر سلكيرك .في عام ١٧١٩ هذا الاسكتلندي كان فردا من البعثة التي اتجهت الى الباسيفيك ثم وقع بينه و بين القبطان خصومة و صراع مما أدى إلى نفيه إلى جزر خوان فرنانديز (الآن تشكل جزء من تشيلي ) وعاش هناك اربع سنوات ، ليعود بعدها مجددا للانخراط في بعثة الاستكشاف ، في انكلترا حصلت قصة هذا الاسكتلندي على كثير من الاهتمام ،مما دفع الكاتب دانييل ديفويه إلى تأليف قصة عنه وعن حياته و مغامراته، كانت القصة المكتوبة أكثر رومانسية بكثير من الواقع الذي عاشه البطل الحقيقي القصة الأربع سنوات تحولت إلى ٢٨ سنة، في الكتاب و الباسيفيك تحول إلى نهر اورينيكو و روبنسون حصل على صديق يدعي فرايداي.
نشرت القصة في نيسان عام ١٧١٩ ،و الطبعة الأولى أظهرت أن الكاتب و كأنه البطل الحقيقي مما حدا بالقراء إلى الاقتناع بها وكأنها حقيقية بتفاصيلها و سيرتها الذاتية في الحياة.
المقدمة الأساسية من القصة كلنا نعرفها و هو أن رجلا غريق لاذ إلى جزيرة غير مأهولة ،عاش بنفسه و صارع من أجل البقاء على قيد الحياة .قبل أن يتعرف إلى صديق يدعى فرايداي و يعتنق المسيحية .و لكن القراء الذين غاصوا بين سطور القصة يعرفون أن هناك أكثر بكثير من هذا التفاصيل العادية .
كروزو– هو اسم العائلة المشتق من اللغة الالمانية (kreutznaer ) — عاش مغامرات كثيرة قبل أن يصل إلى الجزيرة ، على سبيل المثال لا الحصر : تم خطفه على يد القراصنة – كان يملك مزرعة في البرازيل ، عندما انضم إلى البعثة لجلب العبيد من افريقيا – غرق قرب جزيرة كان تدعى جزيرة اليأس .
برغم من بساطة الأسلوب التي كتبت به القصة لكنها لقيت رواجا و ترحيبا في عالم الأدب، ولقد افتتحت حقبة الخيال الواقعي الجديد في الأدب الإنكليزي .و قبل نهاية عام ١٧١٩ اعيد طبع القصة لأربع مرات متتالية و أصبحت القصة الأكثر نشرا و انتشارا في التاريخ.
قصة روبنسون كروزو ليست إلا غيضا من فيض مؤلفات الكاتب دانييل ديفويه، الذي لم يكن كاتبا نهما فحسب بل كان تاجرا ذا أهمية و أيضا عمل جاسوسا لحساب الحكومة البريطانية أيام الوحدة بينها و بين اسكتلندا، و رغم ذلك لم يتعرف العالم كثيرا إلى نتاجه بصورة عادلة ، و الى طاقاته المختلفة و اشتهر فقط و كأنه كاتب قصة روبنسون كروزو .
التناقض الذي تشتمل عليه القصة كان عامل جذب للقارىء ‘و لعل عملية الخلط التي اتبعها الكاتب بين الاستثنائي ، المفرط وبين العادي المألوف، شد القارىء أكثر، و بالرغم من أن دانييل كان يقص علينا قصة بعيدة عنا و عن كل الأشياء التي نعرفها و لكنه كان بارعا في تصوير الذات الإنسانية و طبيعتها و السلوك البشري، لذلك كان قريبا من ضمير القارىء و جعله يصدق كل كلمة و كأنها حقيقة، و كذلك برع في عملية الدراما الأسر و التشويق ببعدها الخيالي الذي جعل كل قارئة يتقمص شخص البطل ويعيشه و هذه القدرة تسجل له كفوز رائع ، وهي الهدية الأعلى لكل كاتب قصة.
ترجمة واختيار: سمية تكجي
المصدر : muy historia