أدب وفن

ولادة جديدة بقلم القاصّة مريم نزار الديراني

ولادة جديدة

أتسائل مع نفسي، كم مرة يولد الإنسان؟ سؤال غريب وسخيف يراودني، ما بي اليوم أتفلسف بأسئلة كأنها من الفضاء ؟ أو أسئلة أطفال فضوليين ؟

بعد صمت دام ثواني همس صوتٌ في عقلي وقال لي:

يولد الإنسان كلما جدد ذاته، كلما نظف نفسه من الخطايا ، وأيضاً كلما تعلم درساً من دروس الحياة واجتازها مع اكتساب معلومات وصفات وأفكار جديدة لذاته. نعم يولد الإنسان من جديد في كل مرة تتغير نظرته للحياة، وكلما تغيرت حالته النفسية والجسدية تغيير جذري نحو الأفضل .

بعد صمت همس الصوت من جديد قائلا:

لا تستغربي يا فضولية . ربما يموت الإنسان ثم يحيى من جديد وهو على قيد الحياة جسدياً، كذلك يا عزيزتي ليس من الغريب ان يولد الإنسان من جديد بسبب شخص ما او سعادة معينة ثم يموت بصدمة أو خيبة مؤلمة. كل هذا يعيشه الإنسان وهو سليم الجسد وموجود .

الثقافة وتطوير الذات هي أيضا ولادة فكرية مهمة للإنسان… فالولادة لا تختصر بولادة الجسد فقط ، بل تتعدى الى ولادة الفكر والروح في الشخصية، و كذلك في المرحلة العمرية والخبرة التي يكتسبها الإنسان أيضا فهي ولادة جديدة . ففي كل عيد ميلاد لنا ! هو ولادة جديدة لكن أيا ترى هل نستغل ولادتنا الجديده نحو الأفضل؟

أختفى الصوت فجأة، كنت مذهولة لوهلة، مذهولة للحوار الذي جرى في عقلي، وأنا أفكر في الكلام تذكرت إننا في شهر كانون الأول شهر ميلاد يسوع المسيح. بعد هذا التفكير المفرط، هرولت مسرعة أجهز نفسي من الداخل لولادة روحية ونفسية وذهنية، كي أولد ونحن نحتفل مع المسيح بولادة جديدة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى