العلم : ماهيته،مراحله و أهميته بقلم الكاتب محمد حيدر
من منا يستطيع القول أن حضارة مصر القديمة ، وحضارة بلاد الرافدين ، 3500 – 3000 ق . م لم تكونا ذا منشأ علمي متطور ومتقدم جداً …
يعد العلم أعظم جهد جماعي ” قديماً وحديثاً ” يقوم به الإنسان ، حيث تتمثل أهمية العلم في قراءة ، وفهم الطرق التي تعمل بها الأشياء ، وليس الإستفادة منها فقط .
من هنا بدأ الإنسان القديم بدراسة محيطه الذي يعيشه ، وبدأ التفكير بإيجاد السبل التي من شأنها مساعدته في حياته اليومية .
لقد عُرف الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ باهتمامه بالفلك ، وإدراكه للتغيرات الموسمية التي تعتمد حركة الكواكب التي تؤثر على حياته المعيشية اليومية / الشمس والقمر والنجوم وتعاقب الليل والنهار ….. / ، وكذلك امتد اهتمامه الى دراسة الأرض والنباتات بأنواعها لما لها من تأثير على استمرار حياته …. لعب السحر في البداية الدور الرئيسي في ذلك ، ومن ثم لعب الدين الدور الأكثر فعالية لما له من علاقة بالماورائيات .
تطلق كلمة العلم على معانٍ كثيرة … في اللغات والترجمة والعلوم الإنسانية المختلفة ، وكذلك على علوم الطبيعة كالرياضيات والفيزياء ، والكيمياء ، أو العلوم الحديثة كالحاسب الآلي والانترنت ، أو أي علم آخر يجتهد الإنسان لمعرفته .
مر العلم بمراحل عديدة :
- القفزة الأولى … تمت ولادة العلم الحديث في القرن السابع عشر ، حيث بدأ الإنسان باكتشاف العالم عن قرب
- القفزة الثانية تمت في القرن الثامن عشر الذي تم فيه اختراع المحرك البخاري
- القفزة الثالثة في القرن العشرين … عصر اكتشاف الذرة والنظريات المختلفة في الكهرباء المغناطيسية ، وميكانيكا الكم
واخيراً الثورة المعلوماتية التي اجتاحت كافة نواحي الحياة اجتياحاً كاملاً . - ينقسم العلم الحديث إلى ثلاثة فروع تتكون من : – – – العلوم الطبيعية : مثل علوم الأحياء والفيزياء والكيمياء
- العلوم الإجتماعية : مثل علوم الإقتصاد وعلم النفس
وعلم الإجتماع - العلوم الشكلية : مثل علوم المنطق والرياضيات وعلوم الحاسوب النظرية ، ونظرية المعلوماتية
- تتمثل أهمية العلم في هذه الأيام في مساهمته في حياة صحية طويلة الأمد ، وجعلها أكثر متعة من خلال ممارسة الرياضة ، والإستماع إلى الموسيقى ، واستعمال وسائل الإتصالات بشكل مكثف وسريع ، وكذلك توفير الدواء ، واكتشاف العلاج للأمراض المختلفة، وتوفير الإحتياجات الأساسية لاستمرار الحياة بما في ذلك الماء والطعام … علاوة على أن العلم غذاء للروح ، لأنه من أهم قنوات المعرفة للبحث العلمي والإكتشافات المتنوعة في الأرض وفي السماء أيضاً
- لولا العلم لما غزا الإنسان الفضاء
- ولولا العلم لما غزت التكنولوجيا الصناعات المتطورة
- ولولا العلم لما حدثت ثورة المعلوماتية التي غزت كل جوانب الحياة اليومية في وقت قصير جداً
- ولولا العلم لما كانت الأجهزة التقنية المتطورة في كافة الميادين
- ولولا العلم لما استطعنا قراءة التاريخ
- ولولا العلم لن نستطيع أن نفكر ونحلم بما يمكن أن يحمله لنا المستقبل
- ولولا العلم والتقدم التقني الكبير لما كنا نتواصل أسبوعياً مع بعضنا البعض في منتدى حيدر للثقافة والعلوم .
- الخ ………
بفضل العلم والتقدم العلمي أصبح العالم قرية صغيرة أبوابها مفتوحة ، ومشرَّعة أمام الجميع .
العلم يعتمد على البراهين ، أما الدين فيعتمد على الإعتقاد ، وكلما كان هناك تَفاعلاً للعلم مع الدين تُفتح أبواب المشاحنات والخلافات …. بالرغم من أن الإسلام قد دعا مراراً تكراراً إلى التفكير والتفكُّر في خلق الإنسان ، وخلق الكون ، وتدبيره من قِبل موجده العظيم .
- أقرأ وربك الأكرم الذي علًم بالقلم ، علَّم الإنسان ما لم يعلم ( العلق )
- شهد الله أنه لا إله ألا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ( آل عمران )
- هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ( الزمر )
- يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات ( المجادلة )
أليست كل تلك الآيات ( والمزيد ، المزيد مثلها ) حضٌ على المعرفة ، وطلب العلم …. اطلبوا العلم ولو في الصين .
أما ما جرى للعلماء من قتل وذبح ونفيٍّ ….وووو ..الخ
سواء أكان في بلداننا ، وفي تاريخنا الإسلامي ، فقد جرى مثيلها في العالم الغربي أيضاً …. وهذا يعود إلى المحاولة من التقليل من السلطة الدينية ، التي تعمل بالتوافق مع السلطة السياسية في قيادة القطيع ….. إذاً الخلاف هو خلاف مصالح …. وقيادة أيضاً …
هكذا تكلّم ، وقال ، وأفشى سرَّه التاريخ .
إن ما نراه اليوم من بعض الدعاة والمشايخ ليسوا أكثر من آلات وأدوات رخيصة وخبيثة للتأثير على عقول الناس البسطاء … وذلك للسيطرة على عقولهم وإبقاءهم متخلفين ، وعاجزين عن مواكبة الحضارة الإنسانية خدمة لإسرائيل وأعوانها ( الأمبريالية الغربية ) ، وكذلك للإساءة الى الإسلام ونبي الإسلام …. حتى تصبح المسافة أكبر واطول للّحاق بركب الحضارة الإنسانية ، وكذلك لذرع الفتن في العالم الإسلامي ، وزيادة الكره والقطيعة مع مختلف دول العالم ذات الشأن