قبل الريحِ … استرخِ …وبعد الريح/ بقلم الشاعر عباس ياسين

قبل الريحِ … استرخِ …وبعد الريح
تحددك المسافاتُ …
على حافةِ الجرحِ نوحُ .. ودعاءٌ..وأغانٍ صوفية
هل تعرفُ يا هذا المتألقُ أن الضوء خفيف؟
والشمسُ الغاربةُ عليك ستشرقُ ضوءاً في قبرٍ آخر
ماهمّ .. يكفيك الضوءُ الخافت …
فاحمل ليلك … إحملهُ طويلاً
ما بين الأزرقِ والأسودِ .. صوتك يبقى
فاسترخِ …
استرخِ … استرخِ
لا عاشقَ للموتِ سواكْ
هل صوتكَ يحميك؟
هل تملك زنبقةٌ في قلبكَ بعض الدفءِ
فلا ريحٌ تأتيكَ …ولا شوكٌ في العين.
ولا ألمٌ في القدمِ التائهةِ على كل الطرقات
لا يملكُ قلبك شيئاً … إلا بعض دماكَ الآسنةِ على مرّ الدمع
تستوطنك الوحشةُ ..والطَّرقُ الخافتُ ..وحفيفُ الأوراقِ الهاربةِ
لا يملك قلبكَ … إلا قلبكَ
فاسترخِ … لا يعرفُ هذا الموتُ سواك
هل تحفظُ يا هذا لحناً لا يشدوه الطير؟
هل تعرِفُ لوناً لا يحمله المطر؟..
أغنية لم يسمعها الماء؟
حزناً لم يخلقه الله
هل تملك لحظة … نبضه … تاريخاً لا تعرفه الساعات؟
هل تعلمُ شيئاً لم يحصلْ ..
حباً لم يتصور
لا تعرفُ شيئاً…فاسترخِ
في الريحِ حكاية .
في الليلِ كما الضوء ،وفي الظل حكاية …
كل الأحرفِ يعلوها الصمت ،
فما بين اللغة ودقات القلب بقيةُ سرٍ يقتلهُ البوح
… يا هذا لا تمتلك الوقت ولا العنوان
ولا يعرفُ دربك إلا الله …
لا تملكُ .. لا تعرفُ ..لا تجروء ُ ..فاسترخِ