أدب وفن

كان ذلك آخر الشهر /قصة قصيرة بقلم الروائية نورة عبيد

كان ذلك آخر الشهر.
وكنّا في آخر الشهر نقتات على البقايا. وعلى الانتظار. ويتحوّل حديثنا على الأكل أجمل من الأكل. عدنا مساء من العمل والجوع يسبقنا إلى المطبخ. وقفت ونزيهة عند نفس العتبة. وسألت العيون نفس السؤال” شنوا عشانا؟” ضحكت شريفة في غرفتها. واقترحت نزيهة أن نشتري سمك السردينة. فثمنه زهيد وفوائده جمّة. وشيّه خير من قليه.. وقليل من المعدنوس والبصل وعصرة الليمون. تجعل السردينه المشويّة لآكلها أفضل وجبة شهيّة.
انطلقت ونزيهة وتركنا شريفة بالبيت. كان الشارع مزدانا بالقطط. تتمّسح دون سبب مثل العربي تقول صديقتي حليمة ذات لقاء مرّ عليه دهر. ضحكت نزيهة.. وأضافت مازحة”شمّوا رائحة السمك قبل أن نشتريه”.. ضحكت وحثثت الخطى قبل أن يغلق السمّاك ب”مرشي منوبة”…
بلغنا المحلّ.. وقفنا أمام الأسعار. كانت رائحة السمك لا رائحة فيها.. ولكن القطط تحيط بالمحلّ..
سألت عن السردينه.. قال للبشر أم للقطط؟
كانت أسعار أسماك القطط أقلّ بقليل من أسعار أسماك البشر.
قلنا في ذات اللحظة “للقطط”.
اشترينا نصف كيلو غرام كاملا.. وأكلنا وشبعنا ونمنا على قلق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى