أدب وفن

عشقي الأزلي/ بقلم القاصّة هند خضر-سوريا

عشقي الأزليّ


أهذي بكَ في صباحاتي النّاعمة وأمسياتي المخمليّة ؟
هل أنت تسكن أعماق مهجتي أم أنّ فؤادي ينبض بك؟
قل لي بحقّ السّماء:
هل هذا العشق ضربٌ من المحال أم أنّه ممكناً أُمسِك به بين أصابعي الّتي أدماها التّمنّي؟
تساؤلات عديدة والإجابة واحدة (أحبك)
عادةً تدور الكواكب في السّماء أما أنا لديّ على كرتي الأرضيّة كوكب يدور حول قلبي طيلة أيّام السّنة ولا يتعب من الدّوران، إنْه كوكب حبّك النّادر في وجوده ،نثر عطره في روحي ،سكب حلاوته على شفاهي فبدت كالعقيق …
هناك الكثير من قصص العشق الّتي خلّدها التّاريخ عبر الأزمان، تلك القصص الّتي خبّأت في ثناياها حبّاً بلغ حدود السّماء رافقه في تلك الرّحلة وجعاً لا يرحم ،ربّما عدم الوصول منحها شرف القداسة و غدت من الأساطير ..
ما رأيك أن تُضاف قصّتنا إلى هذه القصص وتصبح من أجملها وأندرها؟
فجميعها انتهت نهاية حزينة دون أن يعانق النسيان أفئدة الأحبّة …
ألا يستحقّ هذا الحبّ أن يُدوّن بين سطور العمر فيقرأه الّلسان
أمر قلبي عجيب هذه الأيّام، يكاد أن يخرج من بين ضلوعي ما إن يلمح طيفك، نبضاته معجونة بك و في ثناياه حُفِر اسمك للأبد
استطعتَ أن تجعل روحي خفيفة كفراشة تُحلّق في داخلي بعد أن كانت مثقلة بالخيبات ومهترئة كقطعة ثياب بالية، أعدتَ ترميم جدارها الّذي هشّمته رحى حرب الحبّ المخادع ..
نجحتَ في إعادة البسمة إلى ثغري وكأنك جرّاح ماهر بعد أن استأصلها مشرط القدر وظننتُ لبعض الوقت بأنّ ابتسامتي انتُزِعت منّي للّانهاية ..
تلوّنت أيّام العمر وسنينه أمام ناظريّ ،صرتُ أرى الدّروب واضحةً أكثر ،مليئة بالورود والفراشات وعلى ما يبدو أنّني لمحتُ شمس السّعادة في آخر النّفق وكأنّ الفصول أضحت كلّها ربيعاً ..
غريبّ جداً تأثيرك على تعديل مزاجي أو حتّى تطويع جسدي لأغفو متى تريد أنت وليس عندما يشاء سلطان النّوم ..
إطلالتك المشرقة في كوني أعادت لعينيّ لمعةً كانت قد اختطفتها مني إحدى النجوم التائهة وتركتها بلا بريق ..
حتّى نظرتي للحياة والأشخاص تبدّلت وأصبحتُ أرى الوجود جميلاً بعد أن عشتُ انطفاءً حسبته الأخير ..
من أنت؟ سؤالُ يراودني دائماً لأجدك الإجابة الحاضرة في ذهني ..لأنّك أنت وانتهى الأمر ..
أنت من يُشعلني و يُطفئني، يُحرقني و يُغرقني ،يأسرني ويُحرّرني، يجرحني و يُداويني، يُبعثرني و يجمعني ..هذا أنت بكلّ بساطة ..
يحضر طيفك إلى صباحي يوميّاً ليحتسي معي فنجان قهوتي و يمنحني لذّةً لا تُغادرني خلال نهاري ..
و في حضرة الّليل وغياهب الغياب تأتيني أنت، بشفافيّتك وجاذبيّتك وغزلك وعطرك وأنفاسك وحتّى أناملك أشعر بها تداعب خصلات شعري، تروي أراضي صدري العطشى، تُحيي ورودي الذّابلة، تُنعشني كنسمة لطيفة في صيف حارّ، تتولّد لديّ رغبة بفتح كل باب موصود في وجوهنا والعبور من خلاله إلى ذراعيك كي أعانقك فقط ..
عناقك وجهة سفري فتفضْل يا سيّدي وامنحني جواز السّفر منك وإليك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى