لقطة لفتاة لبنانية، وفتاه تونسية في رواية “يشمك” للروائي صفاء محمد
كانت ريف بوشقره تحكي لمجموعةٍ منهم بعض ذكرياتها في لبنان، وكيف كانت طفولتها، وكيف رأت بيروت عروس الشرق تعاني من انقسام أبنائها والتفاف كل مجموعة منهم حول طائفتها والتعصّب لها بشكلٍ يبدو رفضًا للآخر، وتابعت ريف قائلةً:
- لو حكيتو أي حدا مِنّن بقلكن إنو هوي الوطني… وبسّ، وإنو هوي الناجي والأبضاي… ومَدري شو كمان… وإنو وإنو… وكِلن بيعرفو الله وبيعرفو العدرا والأنبيا، بسّ أكترن مفكرين إنو الله بدّو حدا يدافع عنّو… متل ما بيفكرو إنو طايفتُن هِي بتنصر رعيتا أو بدّا مين ينصرها!
يييي!!! أدّيش شِفت براقع ببلدي!! يعني شو بَدّي خَبّركُن… متل الرّسام كِل مرّة بيرسم لوحة حسب مزاجو… بلدنا مِتل باقي البلدان لا مش يمكن عن جَد مِتلها.
هيدا البراقع بقصد فيها الثقافة العميا… ياللي عَم تعميلنا عقلنا وقلبنا عن ياللي المفروض نعملو كِلنا سوا… أنا بقول إنو لازم نتعاون ونتشارك تانبني بلدنا ونحسّن حياتنا… كرمال يضوي وِجّ بيروت الحلو وترجع عروس الحضارة لِمغـنّجة بأحلا فستان وأجمل عطر، وكرمال يرجع لبنان بوابة الشرق للفكر والإعلام متل ما عرفوه وحبوه، بسّ كيف؟! هون السؤال!! أنا بقول شي: بَدْنا همّت شعبنا تِنقام ونوحّد الوطنية والأرقام ويرجع لبنان وردة الوردات ونمحي الطائفية من الهوية.
تنهّدت مروة الشابّي وقالت بحسرٍة:
- كلنا في الهوا سُوا، برشا ناس ما عندها كان في تزييف الحقايق، وما يعجبهاش لعجب! الكل أفلمو علينا وموش هاممهم لا في شباب ولا في الدولة، المهم يوصلو للحكم!
فمّا ناس تتكلّم باسم الدين؛ باش يستولوا على عقول الشباب! وحطّمو لِبلاد خاطر يعرّفو البلاد، ما غير شباب ما تسوى شيء، وهاكي خطتهم وطريق الأسهل بش يستولوا عالدولة ويصلو للحكم!
جماعة الدين ضد جماعة السياسة، وجماعة السياسة والعكس، وناس الكل تحب توصل للحكم وتونس مسكينة قاعدة تنزف وتقاوم! برشا ناس يحكيو باسم الوطنية وهومّا سبب خراب لِبلاد!
تونس رمز التحرّر والديمقراطية، وللأسف برشا ناس أفسدوا في صورة بلادي!
السياسيين كلَاو تونس مأكلاه ولا يهمهم في زوالي (الفقير) ولا شباب إلّي كلَاتو البطالة وهاكه علاش شبابنا كل يوم يحرق (هجرة غير شرعية) وقاعد يموت في البحر وكل يوم نخسروا في ولادنا وبناتنا!!
تأثّر الجمع بأنّات مروة وريف الصادقة، صرخاتهن فجّرت البركان وأنْسَت الحضور بأنّهم مخطوفين!