أدب وفن

سيلفي فيروز والشيخ جراح

حمزة البشتاوي

سيلفي فيروز والشيخ جراح

بعد سلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة وأنا لا أنساك فلسطين وجسر العودة يبقى صوت فيروز الملائكي يرفرف فوق أسطح البيوت في القدس العتيقة وحي الشيخ جراح قائلاً: حين هوت مدينة القدس تراجع الحب وفي قلوب الدنيا استوطنت الحرب، وكلما حاول أنصار الواقعية السياسية تصوير القضية الفلسطينية في إطار التسويات يعود الغضب الساطع ليظهر الصورة الحقيقية للقضية وشبابها الذين يعرفون صوت فيروز وصورتها التي ظهرت بها مؤخراً مع إبنتها المخرجة المسرحية ريما الرحباني حيث ما زالت عيونها ترحل إلى القدس كل يوم وتشتاق لأن تدور في أروقة المعابد وتعانق الكنائس القديمة وتمسح الحزن عن المساجد وربما تأخذ صورة سيلفي مع الصامدين في حي الشيخ جراح الذين يتذكرون ترنيمتها التي نشرت عام 2017 حيث تضرعت إلى الله وشكت إليه معاناة أهل فلسطين وما يجري في القدس من تهويد واستيطان وكانت الترنيمة بعنوان (إلى متى يا رب) واليوم أطلت فيروز بصورة سيلفي وهي الراسخة في ذاكرتنا بأنها الأكثر حضوراً وجمالاً في كل أوقاتنا الحلوة والمرة وأيقونة أيقظت الورد وقرع صوتها أجراس الزمان في سماء العاشقين ونثرت أول الحب والحنين على الشرفات والشبابيك وكما قال الشاعر محمود درويش: مع صوت فيروز يصبح القمر أكبر وتصبح الصحراء أصغر وكذلك صورتها ما زالت جميلة وقوية رغم إعتراض البعض على نشر صورة لها مع إبنتها كونها لم تأتي من مصور محترف ولم يتم إستخدام المونتاج لإجراء بعض التعديلات وهؤلاء المعترضين يعلمون بأن كل عشاق فيروز يرونها أجمل الجميلات رغم تعب العمر الذي أصاب جارة القمر وهي رفيقة صباحاتنا الجميلة وذاكرة الماضي الجميل الذي يعطينا الفرح والإلهام وبالمجاز الأكيد أن صورة فيروز جارة القدس كانت وستبقى بكامل النور والبهاء لا تشيخ ولا تتقدم بالعمر وتقول لنا: أيه في أمل رغم الكثير من النكبات والنكسات.

كاتب وإعلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى