أدب وفن
وداع الضوء المبتور لذكرى محمود درويش /قصيدة الشاعر رضا السيد جعفر

وداع الضوء المبتور
لذكرى محمود درويش .
لزيتونةٍ أخرى غداةَ رحيلهِ
تردّى بلاداً أشرقتْ من صهيلهِ
لطمأنةِ الغابات فجّرَ لونَهُ
و سالَ ربيعاً من نزيف فصولِهِ
لهُ وجهةٌ بين احتراقين أطفأتْ
مسافتَها عندَ اتّقادِ طبولهِ
مشى فوقَ أسرارِ الحكايةِ قبلَ أن
تقالَ ، فماتَ الدربُ قبلَ وصولهِ
كأنْ لم يكن في الماء جوعُ احتجاجهِ
فسافرَ في عرضِ السراب و طولهِ
كأن احتضار الورد أشعل غيمَهُ
فغنّى ، فكان البحرُ بعضَ هطولِه
رأى ظُلمةَ الأسماء فاحتزّ ضوءَهُ
و علّقهُ وحياً بمحراب جيلهِ
فما انتزعت منه الأساطيرُ نفسَها
و لم يَحُلِ العميانُ دونَ نزولهِ