أدب وفن

للإمام الصدر / قصيدة الشاعر عباس ياسين

القصيدة التي القيت في مهرجان ابداع الشعري ( كوكب الاسحار ) وفاء للامام الصدر الذي اقيم في قصر الاونيسكو في ٢٧ /اب/ ٢٠١٤
بالاشتراك مع تجمع الادباء والشعراء اللبنانيين ومؤسسات الامام الصدر

للامام الصدر
وكأني به بعيد ظهيرة تلك الجمعه ، وقد اعتذر عن اللقاء الاسبوعي الدوري في مدينة الزهراء في خلده ، وودعنا لسفره الذي ما زلنا ننتظر عودته منه لنكمل اللقاء .. وفي غربته .. تماهى الزمن أو كاد ، مع آبائه وأجداده .. واختزن حزن الانبياء متقمصاً رسالته .. نحو الإنسان ونحو الله وليس السجن هو الخاتمه .. وما القتل إلا عادة التاريخ .. لكنه الطريق

.. وإنك موسى ..
تجيء ُ الحكايا لابسات من التاريخِ
بعض الوجه ِ ..
بعض البوحِ ..
بعض الريح ْ .
هو البحرُ تذكرة ٌ ..
وموجٌ يستريح ْ
وعلى عيونٍ شاخصاتٍ نحو رسمٍ قد مضى
يحملُ القلبُ أشلاءهُ ،
نبضاً إلى الريحِ،
يفتحُ بابها همساً
وهمساً يملأ الدنيا صراخا ..
من سنا موسى .. إلى موسى
زمانٌ مستمرٌ في الوصولِ
الى الرشيدِ ..من الذبيحِ .. الى الذبيح ْ

وإنك موسى
لا فرق َ
صبرُ العابدين َ على ظلام السجنِ
صبر الجدودِ على الجدود
ما الأيامُ إلا صورةٌ ..
صوتٌ ، ودمعٌ وابتسام ْ
ضوءٌ يَرَدّدُ كلما بدأ الكلام ُ ..
بدأ الغمامُ بوجههِ
فيعيدُ صورة أمسهِ يوماً جديداً ينتهي فيهِ الصيام ُ

آتي إلى رمقٍ.. يُردّد في المدى
صدري يفتتهُ الحنين
ويمرّ بين أصابعي عمرٌ من التحنان
تسرقه السنين ْ
فأفرُّ نحوك حاملاً زمني ..
وبعضُ الروح فيها من شذاك صدىً
وفيها من روءاك القلب ..
والهدف الذي يسعى إلي ..
وعنفوانٌ من ندى عينيك َ ..
يا .. أمل الجياعِ
ويا ابتهالَ الصائمين ،
ويا… نبض الوتين


ذات ضوءٍ خافتٍ .. تهرب منه النسماتْ
من هدوء الليلِ
من صمتٍ يعانق صوتهُ
شيئا من اللقيا ..
وتخنقُ دربه الكلمات ْ
في مساءٍ غامقٍ من آب
ودّعنا إمام الدرب ِ
كحّلنا العيون ْ
وانتظرناهُ .. غداً يأتي ..
ويأتينا الغدُ
ويأتي بعدهُ
يأتي مساءٌ نازفُ بالعبرات
تأتي بعده ُ كلّ السنين ْ


وانتظرنا كاليتامى ..
كالعصافير التي تخشى نزول العشٍّ ..
كالشجر الذي يخشى الخريف
وكانتهاءات الحياة ..
نسأل الأصداف عن موسى ..
ونتوهُ في الايام ِ .. في السنوات
نعدو خلفه ُ
نمشي ..
وفينا يكبر التحنانْ..


يا.. سيد الحلم ِ.. فيك الحلمُ يبتسمُ
ويأخذ الشوق ُ أحزاناً منمقةً ..
تهفو إليك سجيناً .. سجنه ألم ُ
تمشي على الماءِ .. ماءُ العين ِ ترسمُه
وعداً بهياً..
وإعزازاً لمن حلُموا
ترنوا إليك قلوبٌ قال قائلها
يا قائد الدرب ِ .. إن الدرب َ يرتسمُ
هذ الجنوب ُ .. رفيعُ الشان ..
زيّنه .. دمّ الشهيدِ
وهذاالجرحُ ينتقم ُ

سعياً على الروحِ نأتي ، ليس من وجلٍ
إن الجراح َ إذا نامت ، ستلتئِمُ
وإن دما.. يحوي نداكَ.. على
رمش العيون ، وماء القلبِ ، يحتكمُ
دمُ الشهيدِ ، شهيدُ الحقِ ،في قلقٍ
عليكَ .. إماماً في الجنانِ .. دمُ
ملحُ الترابِ،
الى كفيك َ .. منتظرٌ
تهدي اليهِ غماما ً ما بهِ سقمُ
وإنك موسى ، يا غريب الدارِ .. منتظِرٌ
أمرَ الإلهِ ..
لأنّ الغاصبينَ عَموا ..
عن اليقينِِ وعن ، شوقِ اللقاءِ وعن
حبِّ الحياةِ ، وعن طعمِ الدعاء هُمو
لا يعلمونَ بشعبٍ روحُهُ غدُهُ
أمرُ الإمامِ ، امامُ الحق عندهُمُ
عشقُ انتظارٍ يومُهم ، وغدٌ ..
يأتي اليهم ، باسماً ، عَلَمُ
موسى .. وحُّبكَ .. في الفوآدِ هوىً موسى وحبك َ .. أنت العِلمُ .. والعلَمُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى