مقالات واقوال مترجمة

الرسالة التي كتبها ريتشارد فاينمان لزوجته المتوفاة

الرسالة التي كتبها رريتشارد فاينمان لزوجته المتوفاة

هناك حب يتجاوز اي قانون إنساني أو فيزيائي و يبقى قويا رغم انف الحياة أو الموت .
“انت ميتة لكنك أفضل بكثير من اي انسانة أخرى على قيد الحياة ” هذا ما قاله الحزين و العاشق فاينمان الذي يعتبر من أهم العلماء في التاريخ و من أهم الفيزيائييين في القرن العشرين ،لزوجته أرلين غرينباوم.
فايمان طوَّر طريقة خاصة به لدراسة التفاعل و الخاصيات للجزئيات دون الذرية مستخدما الرسوم البيانية التي سميت بإسمه، و هكذا حصل على نوبل عام 1965 كثمرة لعمله و ابحاثه و علومه في فيزياء الكم .
أرلين غرينباوم و روبرت فايمان أحبا بعضهما و ارتبطا ابان الدراسة الثانوية و تزوجا حين كان فاينمان ما زال في الجامعة ، أحبا بعضهما إلى درجة إهمال تحذيرات الأصدقاء و الأقارب ، لأن في ذاك الوقت كانت أرلين مصابة بمرض السل , كلاهما كان واعيا للواقع ، و قد فعلا ذلك عن علم ، لأن الوقت المتبقي ليس طويلا …
عندما توفيت أرلين كان عمرها 25 عاما و فاينمان كان 27 , حزن فاينمان حزنا شديدا و انكسر فؤاده و كتب لزوجته المتوفاة رسالته الشهيرة


إلى أرلين فايمان، 7 تشرين أول 1946
أرلين، أعبدك، يا حبي
أعرف أنك تحبين سماع ذلك -لكنني لا اكتب فقط لأنك تحبين، بل لأنني عندما أكتب لك أشعر بدفء لطيف يملأ داخلي ، مضى زمن طويل عن آخر مرة كتبت فيها لك ، ربما سنتان، لكنني أعرف أنك تسامحينني، لأنك تفهمينني، انا العنيد و الواقعي ، كنت أعتقد أن لا معنى للكتابة ، لكنني الآن اعلم أنني يا زوجتي الحبيبة ، أنه جيد أن أفعل ما تأخرت عن فعله من قبل ، أحب أن أردد أنني أحبك، و أنني أرغب في حبك ، و أنني سأحبك دائما. يصعب علي الفهم في المنطق ماذا يعني أن استمر في حبك و انت ميتة ، لكنني ما زلت املك رغبة شديدة أن اواسيك، و كذلك رغبتي شديدة أن تستمرين في حبك لي ، أرغب أن تكون لدي مشاكل صغيرة و اناقشها معكِ ، و كم ارغب أن نقوم ببعض المشاريع سويا، لم أفكر بها من قبل رغم أنني اعلم انه بإمكاننا فعلها، ماذا تقترحين؟ هل نتعلم سويا كيف نخيط الألبسة؟، أو نتعلم اللغة الصينية؟ أو نقوم بمشروع إنتاج أفلام؟ لا يمكنني الآن فعلها؟ لا …انا وحدي من دونك و انت كنت التي تخطط و تشجع في كل مغامراتنا البرية .
عندما مرضتِ قلقت كثيرا لأنك لم تتمكني من إعطائي شيئا تتمنيه و تظنين أنني أحتاجه…لا حاجة للقلق كنت أقول لك ،،،لأنني انا احبك بكثير من الأشكال المختلفة ،، و أكثر …و بشكل حاسم و مؤكد كما لم يكن في اي وقت مضى ، انت الآن لن تعطينني شيئا لكنني سأبقى أحبك، لأنني لن أحب أحدا … بل انت ستبقين…و انت ميتة لكنك أفضل من أي أخرى على قيد الحياة … من الأكيد انك تظنينني أحمقا ، و انك تريدينني أن أكون سعيدا و لا تريدين أن تكوني عقبة في طريقي
لا يد انك من عليائك مندهشة أنني و بعد سنتين لم ادخل في علاقة و لم ارتبط بأي إمرأة أخرى…انا لم اكن اتجنب ذلك ، بل أرغب و لم اقدر- لم افهم…؟! تعرفت على كثير من النساء و كنَّ لطيفات لكنني بعد عدة لقاءات كنت احسهنَّ بلا حياة . انت من كان يبقى معي …انت حقيقية .
زوجتي الحبيبة انا اعبدكِ …أحب زوجتي ، زوجتي توفيت .
من فضلك …عذرا لن استطيع ان ارسل كلماتي عبر البريد ، فأنا لا أعرف عنوانك الجديد .

ترجمة :سمية تكجي/المصدر : cultura inquieta

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى