“فنجان قهوة” بقلم الكاتبة رياب الحديد-سوريا
فنجان قهوة
لم أكن أعلم أن فنجان القهوة سيغير مسار حياتي ذات صباح لكنه فعل ذلك بكل بساطه عندما جلسنا على طاولة قديمة تحمل عبق التاريخ في الركن الأيسر من كافيه السعادة ،
الذي كان يشبه في هدوئه وترتيبه أحياء دمشق القديمة،
كان يرتشف قهوتة بصمت وينظر إلى تفاصيل وجهي الذي غيره القدر في غفلة من السماء ، لم يستطع قلبي أن يرتشف من شفتيه قبلات الصباح كان يرتجف جداً أو لأنه أصيب في البلادة منذ فترة طويلة ، لم أعد أعرف شيئاً سوى أننا انتظرنا بعضنا حتى نسمع تلك الكلمة الساحرة ، من يبدأ وكيف ؟ لم أعرف كيف أبدأ لكنني كنت على بعد نبضتين منه وروحي تعانق طيفه كنجمة تصافح ضوء القمر.
كنت أشم رائحة عطره المنسابة فوق الطاولة وأحضنها بلهفة خوفاً من تسربها إلى أنوف الجالسين .
تمنيت أن يقف الزمان وأخفي ما تبقى من الوقت في صندوق الأمنيات اللاهثة خلفه ،
تمنيت أن أسرق من بين أنامله قبلة تعيد لي معنى الحياة،.
خذني إليك سرمدية على منابر الزهر والبنفسج، وبدفء كفيك لملم شتات عمري واحتوي وجع صدري من وحشة الليل لأبقى بقية العمر معك .
يا هذا يا صاحب فنجان القهوة الذي فتح لي في الرمل طريقا” للرقص والانتظار
ادنو مني قليلا ً فأنا لازلت أعشق اسمي من بين شفتيك….
سأعطيك من الروح قبلة لتعطيني عمراً إضافيا ومزيدا من الوقت لأحبك أكثر وأكثر…..