أدب وفن

موائد شرقيّة بقلم الروائية نورة عبيد-تونس

َموائد شرقيّة


نورة عبيد/ تونس


في الشرق الذي لا غرب له
الحرب لا بعيدة ولا قريبة
تقول أمّي.
هنا في الشرق،؛
يموت البشر من الشرّ ميتة شديدة.
نُرسٓل يوميّا للمزارع والمصانع
والايديولوجيات الثوريّة.
وفي الشرق؛
نُوقد رمادا من عظام ممدودة.
وفي الشرق؛
الحرب قائمة بينك وبين الخبز وأحمر شفاه
ملقى على سفينة ترسو على سواحل الملح والدم.
في الشرق؛
الخرائط تتبدّل كما الملابس الداخليّة..
ضرورة حضاريّة وصحة وسلامة نفسيّة.
فالسلم أغان وخبز يوميّ.
لا يشبع ولا يغني من حرب.
فثمن العدوان بخس؛
الثمن ارواحنا الميّتة أجسادنا المداسة.
في الشرق؛
تغرس الأشجار لحطب المواقد، لا للنسيم والظل والأكسجين.
هناك على سمائنا أقمار للموت
والحماية والمواطنة العالميّة.
في الشرق تقول أمّي:
كلّ الشرق حروب عائليّة.
مناجيق منتصبة انتصاب
الحبيب للحبيب.
الدخول والخروج بطاقات ديمقراطيّة.
يوزّعها الكبير على الصغير
والحيّ على الميّت
والذكيّ على الغبيّ
بوعود شعبيّة.
ومشاهد حرب تليق بآليات الدفاع عن الحريّة
والبقاء على سلطة الزيف المدنيّة.
من هناك
يصنعون للشرق حروبا
باديان وغير أديان.
ويدينون البقاء العاري من صناعة الأمان.
من هناك الى هنا
مسافة حرب صناعة غرائزيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى