أدب وفن

المسافة/ بقلم الشاعر عصمت حسّان

المسافة

سـأقرأُ في دمِ التاريخِ
تلــويحَ الفراشــاتِ
وأقرأ في كتاب الريحِ
تأويلَ المســافاتِ

وأفشي ســرَّ هذا الليلِ
كي تصحو مســاءاتي

على فجرٍ كمثل الطفلِ
يحلو بالمكاغاةِ

على نهرٍ يشقُّ الرملَ
في بال الحكاياتِ

على غصنٍ هـدا العصفورَ
عشّــاً في مســاماتي

على بحرٍ أعدَّ الموحجَ
إكليــلاً لمرساتي

على شعبٍ أباحَ الوأدَ
كي يلهو بمأساتي

على أرضٍ تبادلني
بكاها
في عناقاتي

سأقرأ كذبة الطوفانِ
يا نوح المراراتِ

لأنجو من هدير السيلِ
في دمعِ المناحاتِ

وأمسك لعنة الزيتون
أعطي زيتها ذاتي

تراتيل الهوي العذريّ
تبدأ من مناجاتي

وليلى بنت ذاك القحط
صارت آهَ ناياتي

أنا وطنٌ لهذا الحبر
كم شمسٌ بمشكاتي

أنا وجعٌ لهذا القفر
كم ريح بأصواتي

ومجدافي أنا لغةٌ
تعرّتْ فوق صفحاتي

وأشرعتي مجازُ الحرفِ
قافيتي معاناتي
سأقرأ كلّ هذا الصمتِ
مقروناً بآهاتي

وألمح كلّ هذا الكونِ
في ظلّي ومرآتي

رميتُ النردَ فوق الأرضِ
كي أحصي حبيباتي

وأحصيتُ النجومَ الشـقرَ
في حقلِ المجرّاتِ

فلم أعرفْ سوى جرحي
سفيراً للملذاتِ

ولم أقبسْ سوى حبري
مصابيحاً
إلى الآتي

فرشتُ الحقلَ من شغفي
فقامَ لذبحِ زهراتي

أنا المقتولُ فوق الأرضِ
حيٌّ بين أبياتي
“””” “””””” “””””” “””””””” “”””””” “””””

الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى