أدب وفن

رسائل إلى أمي… رسالة العشق الاربعون!

رسائل إلى أمي… رسالة العشق الاربعون!

رندلى جبور

أمي… للمرة الثانية يأتي عيد الأم وأنتِ لستِ هنا…
للمرة المليون أبكيكِ وأبكي علينا من دونك…
أشتاق لحضنك ولابتسامتك… أحنّ إلى رائحتك… أفتقد يديك اللتين ما حملتا إلا الطيبة والحنان وجميل التجاعيد الخفيفة وقد رحلتِ باكراً قبل أن تكتمِل معالمها.
أنتظر عينيك المتسائلتين دوماً عن أحوالنا بلا كلام كثير.
أنام على حلم رؤيتك وأستفيق على رغبة أن أشرب قهوتي الصباحية معك فأرتشفها وأنت تمرّرين تعليقات سياسية لذيذة. أحمل هاتفي مئة مرة في اليوم لأتصل بك ثم أضعه جانباً متذكرة مأساتي وأكلّمك بروحي، بذاك التواصل الذي بات مختلفاً بيننا.

أمي، أريدك! أحتاج إلى هفافك الخارجي والداخلي. أحتاج إلى أن ألجأ إليك لمساعدتي، لتسهيل أموري ومهامي، للتوسّط مع والدي لأمارس “مشاغباتي” بموافقتكما، لنصمت معاً بابتسامة حين يباغتنا بحضوره لئلا يعرف بمخططاتنا “المشبوهة” التي كان ينخرط فيها معنا بعد دقائق لأكون مسرورة ويوافق متمنياً لي الفرح والسلامة.

الان أنا ووالدي وإخوتي نتوسّط مع الله لكي تكوني معنا أبداً برضاكِ، بحضورك الانيق فوق العادة، بوجهك المنير، بصلاتك الصامتة، بقلقك الذي كنتِ تتحمّلينه لوحدك لكي لا تنقليه إلينا.

أمي… تنقصيننا! هو نقصان لا يعوّضه لا انشغال ولا شيء ولا إنسان. هو نقصان يأكل منا كل يوم أكثر. هو نقصان يبتلع ضحكاتنا ويَستوطن دواخلنا المرهَقة من دونك. هو نقصان يهدّ الكيان ويزداد بدلاً من النقصان.

أمي… أنت دقات القلب ونبضات العقل وأرجوحة القيم وشمس السلام. انت الامان والايمان. انت الروح والسلوان. انت الحب والغفران. انت الذاكرة واللا نسيان. انت كل الزمان والمكان.

أنت الساكنة في كل قطرة دم وقطرة حبر وقطرة فكر وقطرة حب.

أمي اريدك! ويقف التعبير ويصمت القلب إلا عن مناجاتك.
أمي اشتاقك، أفتقدك وأكثر بعد.
أمي، يا الملح الذي فُقِد عن موائدنا، يا الحلوة الشفافة، لا طعم لشيء بلا لمستك.

كل عام وأنت أمي وعطري الفكري والعاطفي.
كل عام وأنت الحياة.
كل عام ويتيمات وأيتام الأم بجرح مبلسم ببركة القديسات الساكنات في السموات.

بحبك ميوش

إعلامية و روائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى