أدب وفن

نحن الغالبون/ بقلم العلامة الشاعر حسين أحمد شحادة

نحن الغالبون



كعادة من صعد على أكتاف التفاهة
أراد أن يستفزّ حزني على رغيف الفقراء
فقال : أراك مغلوباً مكسور الفؤاد
ألست نادماً في يوم التحرير وقد طواه
النسيان كطي الذاكرة ليوم غابر وماض
لن يعود
فأجبته بالحزن هذه المرة على رغيف العقل : لا أريد أن تعمي عليك محنة التفكير العربي بمعضلات نهضته الملتبسة
بسؤال التاريخ والهوية والثقافة
ولا أريد أن يخفى عليك أمر هذا اليوم
باعتباره ظاهرة إنسانية رضي الله عنها
ورضيت عنه فأنزلت من السماء على الأرض معجزة استثنائية ليس لها سابقة
في معادلات الصراع مع العدو المتوحش
فصار الخامس والعشرون من شهر أيار عيداً
وطنياً لا يقل قداسة عن عيد الاستقلال
وما يعنيني من سؤالك هو الفات الأجيال
الى أن 25 أيار سيقى بكامل رمزياته
مرفوع الرأس في كنف أصحاب الأرض
يقوي بعضهم البعض مهما طال الزمن
وسيبقى الجنوب اللبناني بكامل تفاصيله
مثالاً لتحرير العقل العربي من ثقافة
الإستسلام للأمر الواقع
كذلك وسيبقى هذا الليطاني ربّان الشرق
وملاّح السفينة الوطنية يهتدي بها أحرار
العالم إلى معنى أن تكون الحرّية سلاحاً
والمقاومة كرامة
وليس بوسع أي غطرسة كونية مهما علا
شأن جبروتها في تجويع الشعوب أن تنتزع وردة واحدة
نبتت من قبر شهيد سقط مضرجاً بقداّس
الحبّ والأزهار من أجل أن يبقى الوطن
على سيرة كهذه التي جعلته موحداً
فانتصر
ولقد رضينا في السياسة يا صديقي
وكرمى لعيون السلم الأهلي أن لا ينقسم
لبنان العزيز بين غالب ومغلوب
بيد أننا وفِي مواجهة الاحتلال وأطماعه
لا بدّ من كلمة نقولها لكل غلواء لا تريد
أن تفهم شيئاً عن خارطة الوطن وعن
موقع جبل عامل من هذه الخارطة
أننا نحن الجنوبيين العامليين ومن بدء بدايات الخامس والعشرين من أيّار
نحن الغالبون
نحن الغالبون
ولا نريد جزاء ولا شكورا
…..
الشيخ حسين أحمد شحادة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى