أدب وفن

عهد الزمن / بقلم الشاعر إيلي جبر- لبنان

عهد الزمن

تنقضي بعهد التراب أيها الجبل
تعهد الأنفاس للريحِ تِبراً
تتعهد النسائم لفح الوجوه السُمر
تتغنى بالقمر عهد ألفة وسَمَر
تعاند ليالي القدر
بين تبرٍ وتراب
تعهد بنفسك عالي الجبين
بين شال القمر والحنين
سكرة في وادي البنين
ولمّا ترتوي
صحوك صارخٌ
ايا حيفَ على عمر صبب
بين آهات السواقي والقصب
بين أعطار السنديان
وسط تراصف أيادي البان
خلف قضبان الزمان
تعهد بأنفاس الفتوة
لعهدة السهول والمروة
قبل أن تلفظ اوراق الخريف
في أبوَّة من رماد
تعهد بالغالي والنفيس
لأولئك السالكين بين يديك
تنسى أحبابك الذين
كانوا على دربك وكانوا
لك الزاد واليقين
تنسى من أحبَّك وضحى سبيلاً
اليك
كغريب تطوي ألوان صفائهم
عهدك البعيد لم تعِه
فات أوان الجدّ
بين السيف والحدّ
خيط رفيع
تتخبط في ثواني الساعات
وتركض خلف سلحفاة
تحسبها عمر الفلاة
في قمقم يسير
عاهدناك وعهدناك قوياً
ولكن عهدنا فيك مرّاً كالعلقم
ومرارة الايام
عهدنا يبقى لرجل قوي
ننتظره منذ الف عام
منذ نكبة صور
على أيدي ذو القرنين
ننتظره منذ هنيبعل
وحربه البونية
ننتظره كالبشير
كرسالة حق وبطولة
كمثل نبي جبران
في خليل الشاعر
كمثل حلم
نام على لقاءٍ مرتجى
لم يصحُ منذ أزل
والبادي أنه لن يصحو
مات فينا طائر الفينيق
لبِسَنا ثوب الغراب
وبعد مسكر الشراب صحونا على فقر مدقع
في جلباب وطن
عمره آلاف الاجيال
ويشتهي قضمة
زمن
كي يشبع جوع أسياد
لا قهراً بثمن
تكدست أطنان من جنى
الوطن
من دواسر الطواحين
من رحى المعاصر
من آلاف حبات الزيتون
اللامعة
من حبيبات القمح الزاهرة
عند أعتاب الرحى القاهرة
ولكنه لم ينفع جشعْ
أو حرك ساكن ضمير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى