كلمة د. علي عجمي خلال الندوةالثامنة من برنامج “تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ” عبر منصة المركز الثقافي العربي الاميركي للثقافة و الفنون .
كلمة الدكتور علي عجمي خلال الحلقة الثامنة من برنامج تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الذي يقدمه المركز العربي الأميركي للثقافة والفنون، وكانت بعنوان: نزوح اليهود من البلدان العربية، والتي حاضر فيها الكاتب والأستاذ الجامعي السوري المقيم في باريس الدكتور محمد العجلاني.
1 / 3
بين الأخ وابن العم والغريب
يقول المثل العربي الدارج
الذي تربينا عليه مذ كنا صغاراً
(أنا وخيي ع إبن عمي
وأنا وإبن عمي عالغريب)
أنا وأخي على ابن عمي
وأنا وابن عمي على الغريب
ولكن كما يبدو
فإن هذا المثل
وكل الأمثال التي تحض على فعل النخوة والتضامن وغوث الملهوف
باتت تباع في سوق النخاسة
مثلما تباع كرامتنا العربية
يا عمي
والله ما عدنا نستوعب شيئاً
غزة جزء من فلسطين
وفلسطين دولة عربية
وإسرائيل يفترض أن تكون دولة عدوة
فكيف بالله عليكم
تقف جملة من دولنا العربية
تناصر إسرائيل
2 / 3
ولو من تحت الطاولة
ولا تمد يد العون لغزة وفلسطين الشقيقة
ومن بعيد
يقف اليمن نصرة لغزة
ويعمل على منع السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني
ويدفع ثمن ذلك عبر غارات أمريكية وبريطانية
فتسارع دول عربية أخرى
لتشارك في عمليات الاقتصاص من اليمن
على ما اقترفه من دعم لغزة
بل وتسعى لفك الحصار عن الكيان الصهيوني
عبر تأمين منفذ بري يوصل البضائع إليه
مخترقاً جزيرة العرب من شرقها إلى غربها
با غيرة الدين
ويا نخوة النشامى
ترى، من الأخ هنا ومن ابن العم
ومن الغريب
إن لم نقل من العدو
لقد اختلطت الأمور بشكل ما عدنا معه نرغب في أن نفكر بشيء
كيف يمكن أن تستقيم الأمور
كيف يمكن أن نفهم أن زعماء عرباً
يتحالفون مع مجرمين وسفاحين
ومع قتلة الأطفال والنساء في غزة
3 / 3
وأي مصلحة لهم في ذلك
أنا وأخي على ابن عمي
وأنا وابن عمي على الغريب
مقولة باتت من العملات النادرة
وما يجري الآن هو التالي:
أنا والغريب
بل أنا والعدو
على ابن عمي
وعلى أخي
وعلى نفسي أنا أيضاً في نهاية الأمر
إذ لا ينبغي أن ننسى المقولة الأشهر
أُكِلتُ يوم أكل الثور الأبيض
ترى
هل ما زال هناك بعض الثيران البيض
وسط هذا القطيع العربي المرتمي موتاً وخنوعاً
في برية هذا العالم؟