باقة نصوص شعرية / بقلم الشاعر بسام موسى

بلا سماءٍ أَجري ، على أرضٍ من سَحابٍ . بيتي بِبالِ الرِّيحِ ، أبيعُ الدَّهشةَ بإبتساماتٍ مُطفأةٍ وأيامٍ تجري على دَرَّاجَةِ العُمرِ .
أجْمَعُ تَجاعيدَ الوقتِ في عَيْنَيَّ لِأُذاكِرَ الدَّمعَ خَلفَ بَوَّاباتِ العَتمِ الباردة .
أنا بِطَعمِ الخُبزِ ، وكلُّ الفُصولِ جائعةٌ …
ألعَباءَةُ الأندلُسِيَّةُ المَشلوحَةُ على حاكورَةِ الثّلجِ في عَيْنَيكِ ، تَعيشُ في مُناخٍ قَلِقٍ وطَقسٍ أَحوَلَ مٕشغولٍ من أجراسِ الصّمتِ والرّيحِ والمَطَر ، من مِجْوزِ الرّعيانِ في أعيادِ الدِّفء ،ومن مَجازاتِ ألنّعاسِ النّزِقِ بين سُهوبِ ذِراعَيّ .
عيناكِ نَصٌ سُرياليٌ بِحِبْرٍ غَجَريٌ
وأنا أَشرَبُ الغَيمَ وأَشُمُّ رائحَةَ الترابِ البِكْرِ ، حَمَلَني قَوْسُ قُزَحٍ إلى عيْنَيْكِ شُفافَةَ سَحابٍ ، وعَلَّمني طُقوسَ الدّمعِ .
كجَدْوَلِ غَيْمٍ يَشهَقُ على كَتِفَيْها ، يَملَأُ أبارِيقَ الشَّامات السمراواتِ وَهُنَّ يُلَوِّحنَ بمَناديلِ الرّغْبَةِ ، لِيَختَنِقَ مَبحوحاً في طِينِ السُّكون …
ألشَّعْرُ !
عُيونٌ خُرْسٌ …
وفانوسُ الماءِ والمِلحِ…
أَكْسِرُ زُجاجَ مِدادي لِيَجرَحَني المعنى ، وأُوكِلُ إلى المَجازِ دَفني .
سادِيَّةٌ لُغَوِيَّةٌ تغويني ، تزيلُ شُحومَ الهَدأَةِ وتَسْلَخُ جِلْدَ البَالِ…
وكم أَغراني الإنتِحارُ مِنْ شاهِقِ التهَجِّي إلى ميناءِ التأويلاتِ كيلا يبقى منِّي إلاَّي.
كمٌ مِنَ الأَسئلَةِ يَشهَقُ ولا مَنْ يَسكُبُ في الحَلقِ ماءَ الجَوابِ !
وأحياناً أَتَصَفَّحُ الوقتَ فَأبكيني ، كَمَنْ يَبحَثُ عن مَراراتٍ تَقيهِ شَرَّ السعادة.
يا لَلفصولِ الثكلى، العارية أمام زَمَانٍ أَدمَنَ نَبيذَ العِناقِ في مُدُنِها المُهَشَّمَةِ الرؤيا ، ثم عَلَّقَ جَسَدَها على صُراخٍ مُستَطيرٍ !
حتى النهارُ يَجهَشُ بالبُكاءِ …
وَصَفيرُ الساعاتِ المَكلومَةِ والمُكَوَّمَةِ على رُفوفِ الضَّجَرِ يؤذِنُ بالتلاشي …
والغروبُ يَحمِلُ حَقائبَ الغيمِ المُمتَلئةَ بِآهاتِهِ ، مُتَأَهِّباً للأُفولِ وقد أَطفَأَ مَواقِدَ الضّوء وَمَشى …
أرتمي على سرير الغَفْلَةِ جارّاً جُثَّتي خَلفي وأَصُبُّ روحي مُنهَكَةً على ضِفّةِ الحُلم لأقطفَ من كَرمِهِ حِصرِمَ ميلاد جديد …
توقظني امرأةُ القهوةِ مُعَطَّرَةً بهالٍ صباحيٍّ يُخَدِّرُ انهداماتي …
ثُمَّ تنتشِلُني إلى شُرفَةٍ تَفيضُ قصيدةً تُرخي ضَفائرَها على حنينِ التمنّي .