أدب وفن

أيها اللبنانيون…استعدوا للرقص…/ بقلم الكاتبة سمية تكجي

الزمان هو رأس السنة و كعادته ذاك المطعم اللبناني في البلد الأفريقي استقدم فرقة لإحياء سهرة فنية مميزة… !!!
كانت الفرقة مؤلفة من فنانين مغمورين مطرب و عازف عود و راقصة و طبال …!!!
و بدأت السهرة و بدأ الرواد بالتوافد و الجميع بأبهى حلة، و كأنهم على موعد مع مسابقة الأكثر الأناقة …
بين الحضور كان سليم ، ذاك الشاب الخجول المتوسط الحال يجلس في ركن بعيد…
أحب احدهم أن يمازحه و يستفزه فاقترب منه و قال : اتحداك ان تجعل تلك الراقصة تأتي إلى طاولتك و ترقص قريبا منك ….
سكت سليم للحظات ثم قال : قبلت هذا التحدي …
لكن سأغيب قليلا ثم أعود…ضحك الرجل ضحكة ماكرة ظنا منه أن سليم إنما يريد أن يهرب و يوفر على نفسه عناء هذا التحدي …!!!
بعض مضي ما يقارب ساعة ، عاد سليم و دخل الحفل و توجه فورا إلى الراقصة …ثم ما لبث أن اخرج من جيبه عقدا طويلا مشكوكا بالأوراق النقدية و وضعه حول عنق الراقصة ، و يبدو أن ذلك أعطاها جرعة حيوية مفرطة فبدأت تتنقل بين الطاولات ، ممنية النفس بهدايا أخرى ، و كان لها ما أرادت ، و كانت عندما تمر من قرب طاولة سليم تطيل وصلتها، كمكافأة له لأنه هو من شجع بفعلته، الآخرين على منحها المزيد من الهدايا…!!!
لكن الجميع استغربوا من أين اتى سليم بالمال و هو انسان ” حالتو عا قدو ” كما يصفونه
جل ما في الأمر أن سليم كان يحتفظ بكدسة من العملة الورقية لبلد أفريقي معين بلا قيمة شرائية …!!! أي أن كل العقد من النقود بالكاد يساوي دولار واحد $ …
لا أدري أن أعاد التاريخ نفسه و كان سليم في نفس الموقف
أي عملة نقدية كان سيستخدم …!!!

ضعوا أيها اللبنانيين عقودا مشكوكة بأوراق عملتكم النقدية ،حول اعناقكم و استعدوا للرقص …!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى