أدب وفن

أبو عامر فقد ذاكرته و لكن ….!!!

أبو عامر فقد ذاكرته ولكن..
في أربيعينات القرن الماضي
كان أبو عامر شاباً عشرينياً
وكان يعمل في بلدةٍ مجاورة لبلدته فأحب فتاةً إسمها
وداد
أحبها بل عشقها عشق قيس لليلى
فعاد الى بلدته بعد انقضاء موسم العمل
طالباً من أهله أن يتوجهوا لخطبتها
لكنهم كانوا قد اختاروا له عروساً
جميلة
بنت البلد وأهلها من ذوو النعمة
اي انهم مزارعين وأحوالهم ميسورة قياساً مع تلك الحقبة فأسرّعليهم
لكنهم ألزموه ببنت بلدتهم سعاد لأنها مزارعة وأهلها ميسورين
فلمّا لم يكن له حول ولا طول وخاصة بعد تدخل كبير العائلة لإقناعه، قَبِل الأمر على مضض وتزوج سعاد
وعاشا سوياً ما يفوق الستون عام
وأنجبوا عائلة كبيرة
وزوجوا الأولاد والأحفاد
الى أن وافت المنية أم عامر “سعاد”
حزن أبو عامر حزناً شديداً لفقدها
وقد جاوز الخامسة والثمانين من عمره
وبقي يذكرها ليل نهار
وكثيراً ما كان يقف امام صورتها ويبكي بكاء الأطفال
وبعد سنتين ادركه الهرم والعجز
وأصيب بمرض الكبار سناً
الزهايمر وفقد ذاكرته
بعدها أخذ يذكر وداد بنفس الحرقة التي كان يذكر فيها سعاد ام عامر .
لم لا فمن يسكن الذاكرة
فالذاكرة تذهب
أما من يسكن الروح فلا يذهب الا مع ذهابها

ابراهيم كوراني


**اقتباس عن قصة واقعية عن أشخاصٍ أعرفهم
لكن الأسماء مستعارة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى