أدب وفن

باقة قصائد بقلم الشاعر العلامة الشيخ حسين أحمد شحادة

أقصّ عليك حكاية الإشتباك
بين الحب ونقيضه الماحل في زبد الليل
لا تستفزّي ذئب الخوف
دعي الريح تلاعب شراع الندم
بيني وبينك بحر
وأسماء تفترس ماء الروح
ومياه النار تمخر في أساطيرنا المتوحشة
كان في قلبي ذكرى نبي
وفِي دمي وردة باردة
تغيّر لون الحزن فهتكت الستر
تغيرّت أوجاع الأرض
فانسلّت منها جهة الشرق
وصار الذي بيني وبينك
فجوة فسيحة وأحلام شاردة
لا تهجري الحلم القديم
ماذا في الطريق
ظباء الضوء أم ظباء روحي
كأني أراك
وأنت معي أنسى في دموع العناق
خيانة الزمن
لا بدّ من قمر يعيد ترميم منازل الضوء
وينسى خسوفه
في خطاي خيول الشمس
لا بدّ من مطر يعيد تشكيل قصيدة الحب
تحت صوت المطر
أشاكيك ماذا يقول الغريب للغريب
هل تذكرين
كيف كانت ذكرياتنا تحبو في بيتنا الأول
فكوني كما كنت في شجر السلالات
ميس الشجر
غلبني الحب
ولَم يبق من زورق العمر
سوى طفولتنا النائية عند تخوم الحزن
وأنت معي كوني نقطة الحب الأخيرة
وخذيني إلى مسايا الأمهات اللواتي
وضعن على جروحنا
عشبة المريمات والرقيات
فمال وجهك على وجهي
وانكشفت أغطية السماء

1/
أفتش عن قليلك
فيشرد من قلبي
وتر لبيسان
وأغنية لمساءات الرحيل
إلى غيبوبة النغم
2/
أكبرت فيك الرؤى
والحزن الصاعد في الاتجاه المضاد
لأقدام الغياب
أفتش عنك
فكوني قرينتي فوق هذا الجدار
وكوني حبيبتي
وامشي في لغتي الواضحة
وضوح الضياع إذا جنّ الضياع
وأسقط في هوة القلب
شجونه الهاوية
3/
سمعت صرير القفار
وصرير أبوابي المقفلة
وفاتني الطفل الذي يشدو
بشدو طيوره الهاربة
أصبّ على جرحك
كمد الحلال وكيّ الحرام
وملح الكلام
لم تنامين على مناديل الوداع
لم لا تجهشين في سواد المدى
لم لا تشعلين هذا الفضاء
بإغماضة عين وشهقة أنثوية
4/
ما أعندك
مشبوبة العينين بوعد
ملّ من قرميده الضجر
مشبوبة الشفتين بقبلة على جناح السفر
أفتش في النار عنك في شرر الشظايا
تقولين : لم يكتمل بعد
قمري النائم في دمك المشتعل
أضرمت الوقت
لم لا تسكبين في دمي وردة ثانية
5/
في الأرض بكاء وغناء
زمن ضائع .. أشجار منسية
وعويل في الغابة المحجبة
وأنت بين بين
على حافة التاريخ
خفق السؤال
تلاصقت قبورنا
كألواح بابلية يليق بمجدها
نهر الدماء في شريعة الحجر
6/
مضغنا أشواك الفيافي
مضغنا تراب الأجداد
وارتكبنا أحلامنا بالخطايا
فاستوى الانتقام والانتقام
بألف قرن من رماد المدن اللامعة
في جحيم جاث على صدر الضوء
اللابس وجه القمر
نهرب من طلقة إلى طلقة
من سراب إلى سراب
ونحتمي بالنواقيس القديمة
7/
أفتش عن نقطة ترجّ اللغة
فأرى الذين أنصتوا لدموع عينيك
كتبوا القصيدة لغير ما وضعت له
كلمات الأزهار
في بحيرة صامتة
أفتش عنك حتى مغيب ظلك
تحت الركام
فانتظري زغاريد البشارة

قارئة الرماد
شفّ الرماد
فاحترقي لينفجر الضوء
وانفجري ليحترق الظلام
كيف تقمصت خطاي
في غيهب من مرايا وكلام
أقاسمك الجنون
لي شأن مستحيل
ولَك شأن غزير أوسع من بلادي
فاختلفت بِنَا الطرق
لم أزل في عينيك صورة غافر
أدقّ أجراس القمر
أدبّ بين يديك دبيب القرن الخامس عشر
في نقائض السؤال ضد السؤال
يداك مغلولتان ويدي في مغيب مقفر
كأني قتيل بين الفصول الواقفة
مثل هذا التاريخ الواقف على صوت بعيد
كأنك مسحورة
كهذه التي في المومياء
كأنك جرّة النبيذ في شتاء أسود
كأني في دثار معتم
نزق الرماد
إلى أين ….؟
يقتاتني الحزن
وأقتات السؤال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى