ماريا كوداما و أسرار حياة جمعتها مع بورخيس …!!!

ماريا كوداما و اسرار حياة جمعتها مع بورخيس…!!!
مقتطفات من مقابلة مع ماريا كوداما على صفحات مجلة ناسيون la nación .
الحبيبة الحارسة لأعمال بورخيس ,تتحدث عن غيرته ,عن الرحلات التي ذهبا فيها معا ,عن المسؤولية , عن النقد الذي تعرضت له لأنها كثيرة الدقة و الحذر ,على ذلك تحديدا ، تقول كوداما ,اي انسان آخر في هذه المسؤولية كان ليكون أسوأ مني و أقسى.
ماريا كوداما استهلت المقابلة التي أجريت معها على صفحات الناسيون بسالفة عن أبيها الياباني و هي شكلت لديها عبرة في سلوكها ، و لولاها لما كانت الحارسة القديرة على إرث و أثر الكاتب العظيم بورخيس .
كاتت في عمر الخامسة عندما أحبت التسلق على شجرة الصنوبر ,ابوها حينذاك، شرح لها الإحتمالات قبل أن تصعد ,الأول هو أن تصعد و تسقط عن الشجرة و تموت وهذا ليس مشكلة لها بل لأهلها الذين لن يخرجوا أبدا من الحزن و الثانية أن تسقط و تصاب بعاهة جسدية و الثالثة كانت أن صعدت كوداما و صحت في اليوم الثاني في المستشفى و رأت أباها حاملا لها ألعابها قرب السرير ….
في كندا …
كان الحر شديدا في ببونيس ايروس -الأرجنتين و كان بورخيس يفتش عن البرد فسافرا معا الى كندا ,كان البرد مخيفا , و عزما على الخروج و كانت كوداما تريد أن تضع القبعة الجلد و ملحفا للأذنين ,سألها بورخيس هل أنت جاهزة , وعندما خطا ما يقارب خمس خطوات عاد أدراجه ,قأئلا :أحس أن أذني تكادان أن تسقطا من البرد , يبدو أنني سأرتدي الملحف .
عن مصر …
أما عن السفر الأحب الى قلبها بين كل الأماكن التي زارتها مع بورخيس فكانت رحلة مصر ,وخاصة الإهرامات ,السحر و الغرابة و الأسئلة الكبيرة ,ما أعظم هذه الحضارة ,كبف بنوا الإهرامات ؟كيف نقلوا هذه المواد الضخمة؟ وماذا لو كان الأعظم ما زال مطمورا تحت التراب بفعل الزلازل التي حدثت عبر العصور , و المصريون القدامي لا يشبهون الحاليين بشيء , و أنا أحب الحيوانات , هل أحببتها لذاتها أم لأنها من مصر ؟ حتى أنني أملك هرة من فصيلة مصرية الهر أبيسينيا . في كتاب بورخيس “أطلس ” قال بورخيس , على بعد ثلاث أوأربع مئة متر من الهرم ,انحنيت و انتشلت قبضة من الرمال ,ثم وقفت و نثرت الرمال رويدا رويدا و قلت :لقد غيرت وجه الصحراء , ربما كانت هذا العمل صغيرا جدا و لكن هذه الكلمات كان يلزمني مئة عام لأقولها , هذه اللحظات كانت الأكثر معنى في حياتي كلها .
عن هذه الرحلة صرحت أنها كانا بطلب من بورخيس الذي كان يعتبر الثقافة المصرية القديمة كما الكنز و الأعجوبة , مثلا كان يدهشه المصريون القدامى، الذين اجروا العمليات الجراحية في الجمجمة بالرغم من عدم وجود التخدير آنذاك ، وكانوا يبقون على قيد الحياة . كوداما فيما بعد شاهدت محاضرة عن المصريين القدامى تتعلق بالطب في باريس ثم اشترت كتابا باهظ الثمن و قدمته هدية للطبيب الذي كان يشرف على صحة بورخيس
آخر ما فعله بورخيس قبل موته…
أما عن آخر ما قرأ بورخيس و أذا صحت المعلومة أنه كان كتاب HEINRICH VON OFTERDINDIN فأكدت كوداما أن المعلومة ليست صحيحة , وان بورخيس كان مغرما باللغات ،فما فعله بورخيس قبل موته كان تعلم اللغة العربية , ولهذه القصة مفارقة مؤثرة جدا فقد تعودت ماريا كوداما أن تكتب حروف الأبجدية لبورخيس على كفه , وفي أحد المرات شاءت الصدفة أن تلتقي بأستاذ لغة عربية , عرفت بذلك عندما كان يحاول مساعدة أحدهم , فتكلمت معه وطلبت اليه أن يعطيها دروسا فيها ,وافق على مضض بعد طرح الكثير من الأسئلة , في أول يوم تواعدا فيه على الدرس الأول في الأوتيل وسألها هل سندرس هنا ,فقالت له لا في الغرفة نظر اليها بخوف وريبة , وعندما وصلا و فتحت الباب ,وبدا بورخيس بثيابه البيضاء وراء مكتبه ,لم يتمالك الرجل نفسه و بدأ بالبكاء , لأنه كان يقراه بانتظام و يحبه كثيرا ،فقد قرأ كل قصصه بالفرنسية و ترجمها الى العربية
ما سبق يشرح العلاقة الوثيقة بين بورخيس و كوداما من جهة و بين غويتي سولو، اللصيق باللغة العربية في حياته كما في رواياته . وفي إحدى رواياته اهدته كوداما، فقرة، تكريما لبورخيس. و قد كانت كوداما قد قضت في مرحلة من رحلاتها ١٠ أيام مع سكرتير غويتي سولو، في الصحراء وحيدة ،ولقد انبها أصدقائها لاندفاعها و تهورها وعدم خوفها من صراعات البربر المنتشرين في تلك الصحراء .
الحنين و الأماكن…
أما عن النوستالجيا التي تشعر بها، عندما تزور كوداما الأماكن نفسها التي زارتها مع بورخيس ، فكان ردها بالنفي ، ولكنها كانت تعرف انه راحل و هذا طبيعي و لكنها كانت تشعر انه معها ،و لا تدري كيف تشرح هذا الشعور ، و بعد موته كان اصدقاؤها يحاولون أن يدفعوها للتعرف إلى أحد الرجال ،لكنها كانت ترفض و تقول لهم ،حتى لو أتيتم بلورانس العرب ،بيتر اوتوول .
عن غيرة بورخيس…
وعن أول مرة شعرت بغيرة بورخيس من رجال آخرين .
بعد مشاهدة فيلم اوتوول لمرات عديدة ، بادرها بورخيس، خمس مرات ؟ الم تحسي بالضجر؟ وكان ردها أن اوتوول جيد كثيرا في دور لورانس العرب، عندها قال بورخيس، لا يمكن أن تقعي في حب بيتر اوتوول انا متأكد ، لانه ايرلندي و الإيرلنديون يشربون كثيرا و انت لا تحبين المشروبات الروحية، و كذلك هو قصير القامة وانت تفضلين الرجل الطويل القامة .و بيتر قزم، كانت المرة الأولى التي تكتشف فيها أن بورخيس غيورا.
بورخيس بين الكتابة و الواقع
عن بورخيس الكاتب و و الآخر الإنسان و عن الفرق بين الشخصيتين كوداما قالت أن لا فرق ،وبورخيس يملك شخصية ممتلئة حياة و ظرفا، و لقد كان اصدقاؤها لا يحبون أن يزوروها في بيتها معه، لأنهم يخافون من الرجل المسن و المتاهات، لكنهم قد خسروا هذه الفرصة ،لأنه كان خفيف الظل بشكل كبير ،بحسب كوداما.
بورخيس القارىء
بورخيس كان قارئا نهما بكل المقاييس، كان يعتبر القراءة هي الحجة للكتابة ، و كنزه الأهم كان المجلدات الثلاث للكوميديا الإلهية ،حيث كان يقراها في رحلاته، كنا نقرا وكل منا يصنع فضاءه….
ترجمة و اختيار : سمية تكجي