أدب وفن

” ها هنا المكان ” بقلم العلامة الشيخ حسين أحمد شحادة

ها هنا المكان
والسرو والسنديان
والينابيع تفيض
من قديم الزمان
بقيثارة الماء
وكانت ميم ليتا تحرس الجبل
يا ذلك الصمت
أشم رائحة الصمت
تنمو في الجدار
كما لو أنها شميم الحبق
بيني وبينها سرّ بلون عينيّ
ولون الأحرف الأولى
من صلاة الأنبياء
والمدى نهر
ها هنا
والجدار ليس مبكى
إنما قمر ناهض من لجة الضوء
التي حملتها الجبال
فاستقرّ في أرجوان الزهر
من دون أن يفقد الذاكرة
والزمان
لم يخرج النص عن غمده
لكنه العمر أضناني
فنسيت ظلي
في خوابي الصور
كلمّا تصوّف طائر في مهبّ ممحل
وجدتني على بابهم انتظر
ولَم تزل روحي الوردية تقطف الغيم
من أصيص الأرق
وترعى من الفجر إلى الفجر
سيرة ليتا
لو أنها
فتنهمر مع كل خلجة حبّ
قصيدة العبق
هنا صاموا
هنا صلوا
وهنا سجدوا على التراب
واتكأوا على أحزانهم
وتبسموا
كيف لا
كي يودعوا في الشفق المهيب أطيافهم
ما أجمل الغيب الذي يطوى
في الأفق البعيد
ما أجمل الذكرى
بكسوة العشاق
على صخرة تلد الورد
ها هنا
وليس غريباً
أن يطأطأ قلبي لاخضرار الحجر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى