رسائل إلى أمي… الرسالة الرابعة عشرة.. في عيد ميلادك!
رندلى جبور
رسائل إلى أمي… الرسالة الرابعة عشرة.. في عيد ميلادك!
يا أمي… في ١١ تموز ١٩٥٠ ولدتِ… وفي سبعينِك رحلتِ… ولو كنتِ بيننا، كنا سنحتفل اليوم بعيدك الحادي والسبعين.
أمي… اخترتِ رقماً مقدساً للرحيل، أو هو من شاء أن ترحلي عن عمرٍ معبّر.
أمي… أحبك سبعين مرة سبع مرّات، ومرة أضفتُها في يوم ميلادك.
أمي… أشتاقك سبعين مرة سبع مرات وأكثر بكثير.
لو كنتِ بيننا اليوم، لكانت أيامنا اجمل… أكثر سلاماً واستقراراً… أكثر إشراقاً وهناءً… أكثر أماناً وحناناً… أكثر اندفاعاً ورغبةً بالنجاح…
أمي، استطعتُ أن أكون معك ستة وثلاثين عاما، ولكنني لم أكتفِ. لم أشبع بعد من حضنك، من قُبلك، من فكرك، من مبادئك، من نقاوتك ومن الحب اللا محدود.
لم أقُل لك بما يكفي كم أنا أحبك… كم كانت تفرحني ابتسامتك وكم كانت ترهقني الدموع في عينيكِ.
في عيد ميلادك، أتذكّر دمعتك السخيّة التي كنتِ تسكبينها حتى في لحظات الفرح، لتعبّري عن عشقك اللا متناهي لنا… عن سعادتك بنا وعن خوفك علينا…
بلا أبانا والسلام حتى، كنتِ في حالة صلاة دائمة.
في معبد الحب ركعتِ عمرك… على مذبح العطاء والتضحية قدّمتِ كل ما تملكين…
يا ليتكِ كنت معنا اليوم لنقول لك كم نحبك… لنتمنى لك كل العمر الى جانبنا… لنرسم أحلامنا معك لمئة سنة…
حتى السنوات المئة لا تكفينا لنعبّر عن عاطفتنا التي زرعتِها انتِ فينا…
أمي ما يبلسم جرحنا في عيدك الذي تغيبين عنه، أنك تكملين مسيرة قداستك في مكان أفضل وأجمل. في مكان يليق بطهرك…
ما كان هذا العالم يليق بنقائك فرحلتِ عن سبعين.
عمرٌ قصير بالنسبة لنا، عمرٌ طويل من المجانية قضيتِه قبل أن تقولي كفى…
فكسِبْنا نحن ملاكاً في السماء وأنت كسبتِ الملكوت الذي يصبح أروع بوجود أمثالك…
أمي، كل عام وأنت معنا من حيث أنت…
كل عام وأنت حبيبتي وبوصلتي!
كاتبة و إعلامية