مقالات واقوال مترجمة

إميلي ديكنسون …سيرة إمرأة يلفها الإبهام

إميلي ديكنسون هي أحدى الكاتبات الأمريكيات اللواتي أثيرت حولهن
العدد الكبير من الألغاز و اكتنف حياتهن الغموض ، نعم هي من أشهر الكاتبات في الولايات المتحدة الأمريكية اللواتي نُسجَ حولهن الكثير من القصص ,ونعم هي بلا شك كاتبة متفردة كسرت الكثير من الحواجز التي لم يجرؤ غيرها على كسرها .

تعتبر ديكنسون من أشهر الشعراء في عصرها بالرغم من أنها لم تنشر أكثر من ثماني قصائد خلال حياتها و لم تلق تلك القصائد الكثير من النجاح .
هي شاعرة تكتنفها الألغاز إلى درجة أن جواتب كثيرة من حياتها مازالت الى الآن مبهمة و ما زالت تشكل مادة للتكهنات عند الباحثين .
و أحد تلك الألغاز، له علاقة بمجموعة من 300 قصيدة حب كتبتها إميلي ولم تنشرها في حياتها , وهي مكتوبه بمنتهى الشغف الى أحدهم و لم يعرف من هو بطل هذا الحب الكبير ,فإميلي ديكنسون لم تعرف حياةََ مع شريك و هي ماتت عزباء و حتى يقال أنها ماتت عذراء
الكثير من عادات ديكنسون التي تثير الإستغراب بقيت بلا تفسير و فرضت الأسئلة هل هي غرابة أطوار فقط أم نتيجة مشكلة عاطفية أوعقلية جدية.

ديكنسون التي تعتبر ادبيا من مستوى ادغار الن بو و وولت ويتمان كانت من عائلة ذات امتيازات و هي عائلة بروتستانتية تحافظ جدا على التقاليد و قد ظهر ذلك في أعمال الشاعرة بشكل واضح أما هي الشاعرة ديكنسون فقد كانت تتأرجح بين الصوفية الكلاسيكية حينا و بين الوثنية و الإلحاد تارة أخرى.

ديكنسون أبصرت النور في ماساتشوستس سنة 1830 , والدها وعدد كبير من أفراد عائلتها شغلوا مناصب مهمة في الدولة و لقد كانت عائلتها الرائدة في الدفع الى فتح مراكز تعليمية للبنات , وهو شيء كان نادرا في ذاك الوقت .

في تلك المدارس تلقت الشاعرة علومها الأساسية و كذلك تابعت دروسا في البيانو على يد عمتها و علوما في الفلك و البستنة و قد ظلت مهتمة و شغوفة بهذه الإنشغالات حتى نهاية حياتها .

رجلان أيقظا اهتمامها أحدهما بنيامين فرانكلين نيوتن و قد اشتهر بحدة ذكائه و قد دخل حياتها كي يصقل تجربتها الأدبية بالقراءة و يرضي ذكاءها و لكنه سرعان ما أصيب بمرض السل و يعتقد أنه قد تم ابعاده عنها لهذا السبب و لقد اصابها بُعدُه عنها الكثير من الحزن و الرجل الآخر هو القس تشارلز واصد وورث و هو ايضا عازف بيانو شهير و لقد كان متزوجا و يزعم أنه ابتعد عنها كي لا يقع في التجربة و يضعف امامها ، بالرغم أن ذلك غير مؤكد و هو أيضا توفي و سبّب للشاعرة ديكنسون الكثير من الألم .

كل الذين قاربوا سيرة حياتها تكهنوا أن قصائدها كانت من أجل هذين الرجلين و لكن هناك نص يقول أن موضوع عاطفتها كانت لصديقة الطفولة سوزان جيلبرت التي أصبحت فيما بعد زوجة أخيها و هذا ما يفسر هالة الغرابة التي تكتنف حياتها العاطفية .ديكنسون لم تنشر قصائدها التي وصل عددها الى 1800 قصيدة فحسب بل انها حتى لم تشاركها مع اقرب المقربين لديها .

قضت ديكنسون ال 15 سنة الأخيرة من حياتها سجينة منزلها ثم سجينة غرفتها بشكل استثنائي , و كانت ترتدي دائما ثيابا بيضاء و قد كان سجنا اختياريا ,كانت فقط تخرج الى حديقتها التي تحبها , ماتت سنة 1886 بسبب مرض في الكلى .

أختها الصغرى فينيه هي التي عثرت على كنز ديكنسون الأدبي و هو عبارة عن 40 مجلدا من القصائد التي خبأتها ديكنسون في حياتها و سمحت لهذه الأعمال العظيمة أن تعرف طريقها الى الضوء .

ترجمة و اختيار سمية تكجي
المصدر /culturagenial

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى